تعود هذه الأيام الذكرى الثامنة والعشرون لرحيل أحد الأبطال القساميين الأوائل، صاحب بصمةٍ فريدة في سجل المقاومة، تشهد له الميادين بأدائه المحنك وقدرته على خداع المخابرات الصهيونية لوقتٍ طويل.
ذلك هو الطالب في جامعة القدس أبو ديس زهير رضوان عبد الجواد فراح، الذي ولد عام 1970 في بلدة الرام، ونشأ على حب المسجد والتعلق به، وكان كثير الصلاة في المسجد الأقصى المبارك برفقة والده، ومن هناك نما وعيه بالدعوة الإسلامية فكان شعلةً منيرة، حتى انضم بعد التحاقه بجامعة القدس أبو ديس بإخوانه في صفوف الكتلة الإسلامية، ومنهم الشهيد القائد عادل عوض الله.
أثناء دراسته الجامعة وفي أول انتخابات تشارك بها الكتلة الإسلامية استطاع تيار الكتلة أن يحصل على 80% من الأصوات، ولأكثر من دورةٍ واحدة كان زهير منسقًا للجنة الثقافية في مجلس اتحاد الطلبة لكلية العلوم والتكنولوجيا.
في صفوف المقاومة رافق فراح القائدين عبد المنعم أبو حميد وعلي العامودي، وكانت مهمته رعاية المطاردين وحراسة أماكن المبيت والتنقل، ثم ليرتقي بعد ذلك في صفوف القسام ليصبح المرافق للشهيد أبو حميد وليخطط لمجموعة عمليات جهادية مهمة في أوج نشاط القسام في العام 1994.
وبعد رحلة طويلة من المطاردة، وبتاريخ 31/5/1994م، استطاع "الشاباك" الوصول إلى أبو حميد وفراح في كمين لهم، عند مفترق طرق في بلدة الرام المحاذية للقدس المحتلة، ارتقيا على أثره شهيدين، وزف جثمانهما جماهير غفيرة في موكب مهيب إلى مقبرة الشهداء في مدينة الرام
في عزاء زهير وقفت والدته شامخةً صابرة لم تبكِ كما كانت وصية ولدها الحبيب، فيما توافد المعزون يعبرون عن تضامنهم ومشاعر حبهم وحزنهم لفراق الفتى الذي لطالما عُرف بأخلاقه وبصدق همته ..ذلك هو الشهيد المقدام زهير فراح رحمه الله.