الحماسة واقتناص اللحظة..عنوان مناظرة كتلة الوفاء في جامعة بيرزيت

 

وسط أجواءٍ حماسية ونارية انطلقت مناطرة الكتل الطلابية في جامعة بيرزيت، لتفرغ كل كتلةٍ ما في جعبتها أمام الكتلة الأخرى، وكان من أبرز التقاطعات القصف الإنشائي الموجه من مناظر الكتلة الإسلامية نحو مناظر الشبيبة.

في بداية حديثه افتتح مناظر الكتلة الإسلامية معتصم زلوم كلامه بتحيات الكتلة للشهداء والأسرى، لغزة وجنين وللمقاومة، معلنًا أن الالتفاف حول المقاومة هو الخيار الدائم، وأن حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس أخوة الدم والسلاح والركن الأساس في غرفة العمليات المشتركة مع كتائب عز الدين القسام.

في المناظرة أيضَا أعلنت الكتلة الإسلامية أن مرشحها الفخري لرئاسة مجلس الطلبة هو الأسير مروان البرغوثي، ابن حركة فتح الذي تخلت عنه وتركته حتى الآن يقضي سنوات عمره في سجون الاحتلال.

وعن التنسيق الأمني وجهت الكتلة الاتهامات للشبيبة ومنظرها، مشيرةً إلى أدوار الأجهزة الإمنية في ملاحقة المجاهدين والمطاردين، وقدم مناظر الكتلة لمناظر الشبيبة قائمة بأسماء المطاردين من سرايا القدس والقسام، ليقدمها لرئيسه في الأجهزة الأمنية الذي كان حاضرًا في المكان.

مناظر الكتلة الإسلامية معتصم زلوم،  شقيق المناظر الأسبق مصعب زلوم الذي زلزل جامعة بيرزيت في مناظرته وحصدت الكتلة إبان عهده 26 مقعدًا مقابل 16 للشبيبة الطلابية، يسير على ذات الخطا إن لم يكن قد تجاوز إبداعًا وتألقًا اليوم، فهو أسيرٌ محررٌ  ذاق طعم الحرية منذ فترة قريبة، بعد اعتقال امتد لما يطاول العام، ولطالما قضى وقتًا ما بين استدعاء ومقابلةٍ في مقرات الأجهزة الأمنية .

في المناظرنصح زلوم مناظر الشبيبة بتغيير اسم كتلته إلى كتلة محمود عباس، مؤكدًا له أن إرث ياسر عرفات لم يبق منه شيء في جعبتهم، أما نصيحته الثانية فكانت دعوة الشبيبة للعودة إلى أحضان الشعب الفلسطيني والوقوف بجانب المقاومة قبل فوات الأوان.

وتميزت المناظرة باللقطات القوية لمناظر الكتلة الإسلامية، الذي وجه السهام تلو السهام لمناظر الشبيبة الطلابية الذي أسقط في يده، خاصةً بعد الكم الهائل من الحقائق التي باغتته، حيث حيا مناظر الكتلة والد الشهيد رعد حازم الذي رفض البقاء في ثوب التنسيق الأمني ورفع لواء المقاومة التي تعهدت بحمايته إلى جانب أبناء شعبنا.

لم يكتف مناظر الكتلة الإسلامية بالكلام، بل كان له الفعل أيضًا حين أهدى لمنظر الشبيبة زيتًا فلسطينيًا معتقًا بالكرامة، قائلًا له : في الأمس قلت أكلنا زعتر شربنا  زيت، عن أي زيت تتحدث ؟! عن الزيت الذي أهداه غانتس لرئيسكم، مقدمًا له زيتًا فلسطينيًا أصيلًا مجبولًا بدماء الشهداء، قائلأ له: "خذه وتذوق شيئًا من الكرامة!.

 من مشاهد المناظرة أيضأ كانت تحدي مناظر الكتلة مناظر الشبيبة الطلابية، داعيًا إياه إلى التصريح برأيه عن وجود دولة الاحتلال التي صرح عباس في وقتٍ سابق أنها وجدت لتبقى، قائلًا له: إن كانت إجابتك نعم فانزل عن المنصة، وإن كانت لا فتبرأ من رئيسك.

كما استفادت الكتلة الإسلامية مما جرى في دعاية الشبيبة الطلابية بالأمس حين رفعت راية الجهاد الإسلامي في تنويهٍ للوحدة الوطنية، فأمسكهم مناظر الكتلة الإسلامية على حين غفلة مؤكدًا أن الراية التي حُملت إنما هي راية شهيد الجهاد الإسلامي عبد الله الحصري الذي استشهد على ثرى جنين وكان معتقًلا في سجون الأجهزة الأمنية في أريحا حيث صادرتها الأجهزة منه.

أما ممثل الشبيبة الطلابية قد بدا مثالًا للعرض المسرحي الذي قدمته الكتلة الإسلامية ظهر أمس، حيث خرج كلامه مليئًا بالأخطاء النحوية والإخراجية، ودار في نفس الحلقة التي خرج منها.

على مواقع التواصل الاجتماعية عاش الجمهور الفلسطينية لحظاتٍ من الكوميديا والحماسة بعد كم الفيديوهات والأفيهات التي خرجت من مسرح المناظرة ليتناقلها الجمهور محييًا شجاعة مناظر الكتلة الإسلامية وحماسته وجرأته، ناهيك عن قدرته على الطرح والاستفادة من عناصر الدعاية الانتخابية لكتلة الشبيبة الطلابية في مناظرته.

وكانت مواقع إخبارية قد سربت كتابًا داخليًا لحركة فتح، مقدمًا لكوادر الشبيبة في جامعة بيرزيت يستعرض أبرز النقاط التي قد تستفيد منها الكتلة الإسلامية في مناظرة اليوم، حيث تطول القائمة وتتنوع من فضائح، لكن مناظر الكتلة كان أقدر من جمع حركة فتح واستطاع بسلاسة استخلاص الاحتيال من الميدان، وبشكلٍ أعجز شبيبة محمود عباس عن الرد أو المناظرة.

وعلى موعدٍ مع قرار الطلبة ووعيهم، تنتظر جامعة بيرزيت بعد غدٍ يومها الحاسم، وتحبس أنفاسها بانتظارٍ ما قد يتراءى بأنه الفجر الذي قد يشاء له الشعب الفلسطيني أن يمتد ليشمل جامعاتٍ أخرى ما زالت تعيش القطيعة مع الديمقراطية والرأي الآخر.

.

 

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :