حفلت جامعة بيرزيت بتخريج كوكبة من شهداء الشعب الفلسطيني ممن سلكوا طريق الحرية، يتقدمهم أبناء الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة حماس.
سطر هؤلاء الشهداء بأفعالهم أحرفا من ذهب في سجل المجد الفلسطيني، حتى تحولوا إلى أيقونات يفخر التاريخ بذكرهم.
كان لهؤلاء الشهداء العظام بصمة واضحة في مشوار العمل الطلابي والدعوي والجهادي، فمنهم من أذاق الاحتلال الإسرائيلي طعم العلقم وتسبب له بحالة من الرعب تجندت لأجلها كل أجهزته الأمنية والمخابراتية للوصول إليهم في محاولة فاشلة لإخماد جذوة المقاومة التي أورثوها لمن خلفهم من جيل طلابي يحفظ الوصية ويصونها جيدا.
عند الحديث عن جامعة بيرزيت تقفز إلى الواجهة أسماء كوكبة من شهداء الكتلة الإسلامية، تميزوا بفعلهم وحراكهم الطلابي الواضح والملموس والذي ينعكس على الدوام على قناعات طلبة الجامعة في تجديد الثقة بمرشحي الكتلة لتمثيلهم في مجلس اتحاد الطلبة ليكونوا خير من يحمل هم الدفاع عن حقوقهم.
مهندس القسام الأول الشهيد يحيى عياش واحد من هؤلاء. فقد انضوى خلال فترة دراسته تخصص الهندسة الكهربائية بجامعة بيرزيت تحت لواء الكتلة الإسلامية وصار بارعا خارج أسوار الجامعة في صناعة المتفجرات التي زرعت الموت بين الإسرائيليين.
أشرف المهندس عياش على تنفيذ سلسلة عمليات موجعة ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي. وقضى شهيدا بتاريخ (5/1/1996) وغدا أيقونة من أيقونات المقاومة الفلسطينية.
تعرف ساحات الجامعة أيضا مهندسها البارع أيمن حلاوة والذي قضى شهيدا في 22/10/2001، فقد استحق لقب المهندس الثالث في كتائب القسام لحسن صنيعه ودوره البطولي في مقاومة الاحتلال.
كان الشهيد حلاوة المطلوب الأول لقوات الاحتلال لضلوعه في قتل عشرات الإسرائيليين وإصابة المئات بجروح خلال هجمات نفذتها كتائب عز الدين القسام.
كما كان يقف وراء العملية الاستشهادية التي وقعت في ملهى "الدولفانيم" بمدينة "تل أبيب"، وأسفرت عن مصرع 23 مجندا إسرائيليا.
وسبق هؤلاء، "صائد الشاباك" المجاهد الاستخباراتي في كتائب القسام عبد المنعم أبو حميد 31/5/1994، والشهيدان صائب ذهب وجواد أبو سلمية اللذان ارتقيا في 4/12/1986، خلال مظاهرات للحركة الطلابية بالقرب من الجامعة.
وسطرت الكتلة الإسلامية في قائمة شهدائها الطالب عبد اللطيف الحروب والذي قضى شهيدا برصاص مستوطن حاقد، بالقرب من مستوطنة "شيلو" المقامة على أراضي بلدة ترمسعيا شمال رام الله بتاريخ 31/3/2008.
وقضى إيهاب أبو سليم شهيدا بتاريخ 9/9/2003، وقد سبق نشاطه في الكتلة الإسلامية دخوله جامعة بيرزيت فكان أثناء دراسته الثانوية عادتا ما يرتاد نشاطات ومهرجانات الكتلة حتى التحق بالجامعة فكان تلك الشعلة التي كانت تحرك المهرجانات والمسيرات.
ومضى على ذات الطريق الشهيد صالح التلاحمة بتاريخ 1/12/2003، والشهيد محمد أبو غنام 23/7/2017 والشهيد خليل الشريف بتاريخ 30/7/1997، والشهيد ضياء الطويل 27/3/2001.
ورغم ارتقاء خيرة كوادرها شهداء، إلا أن الكتلة الإسلامية لم تعرف الكلل أو الملل ولم تردعها جرائم الاحتلال ومحاولاته المستميتة لثنيهم عن إكمال مشوار خدمة جموع طلبة بيرزيت، رغم حملات الاعتقال المسعورة المتواصلة ضدهم في كافة محافظات الضفة الغربية.