عام 2001 وإثر إعلان كتائب الشهيد عز الدين القسام عن العهدة القسامية العشرية، قرر جمال عبد الغني ناصر أن يكون من بين هؤلاء الاستشهاديين، وأن يختم حياته وفقاً لما يريد وكيفما يريد.

فانطلق بتاريخ التاسع والعشرين من إبريل، مقبلاً غير مدبر، متوضئاً وصائماً، سائراً بسيارةٍ محملةٍ بأكثر من 240 كيلو من المتفجرات، ليصطدم في البداية بحافلةٍ لجنود الإحتلال، تمر من بلدة دير شرف، متجهةً لمستوطنة شافي شمرون، فيستشهد مخلفاً ورائه الجرحى والخسائر في صفوف الاحتلال.

هذه الشجاعة لم تكن مستجدةً على جمال، بل سبقها مشاركته في عدة اشتباكات مسلحة قام بها مع مجموعةٍ من مجاهدي كتائب عز الدين القسام، استهدفت المستوطنة ذاتها، فأوقعت في قلوب سكانها الرعب، وأصابت عدداً من الجنود الغاصبين، ودفعت أكثر من 13 عائلة للهرب بعيداً عنها.

تبدأ حياة جمال من مدينة نابلس، عام 1978، حين ولد لأسرةٍ متوسطة العدد مكونة من أخٍ واحد وثلاث شقيقات، عُرف عنها الالتزام والأدب، وكان والده معروفاً بنشاطه الإجتماعي والسياسي وعمله الوطني والنقابي في المدينة، حتى توفاه الله عام 1994.

في عام 1997 التحق الشهيد جمال بقسم المساحة والهندسة في جامعة النجاح الوطنية، إثر اجتيازه لامتحان الثانوية العامة بتفوق وامتياز، لكن الظروف المادية الصعبة دفعته لترك الدراسة والعمل، حتى استطاع العودة مجدداً بعد بضعة أعوام، لكلية المجتمع، وانضم لتخصص الهندسة المعمارية.

هناك نشط جمال في صفوف الكتلة الإسلامية، وانضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام، ومثل نموذجاً للشاب المتفوق، الحافظ لكتاب الله، الساعي في خدمة إخوانه، حتى كانت وصيته كلمةً موجهة لطلبة النجاح عنوانها "التفوا حول المقاومة ولتكن خياركم الوحيد".

رحل جمال ناصر، محدداً دربه، ومؤكداً على أن حبه لله ولفلسطين، وغيرته على دماء الشهداء هو ما دفعه للمقاومة والشهادة، معلناً أن السير الوحيد في هذا الدرب يتطلب يداً ترفع المصحف، وأخرى ترفع البندقية.

من وصية الشــ.هيد : فوالله ما دفعني الى هذا الطريق سوى حبي لله والشهــ.ادة أولا، وحبي للأقصى وفلسطين ودفاعا عنهم ثانيا، ورغبة بالانتقام لدماء الشهـــ.داء ثالثا، في وقت تخاذل فيه زعماء وملوك العرب والمسلمين عن الدفاع عن فلسطين واكتفوا ببعض أنواع الدعم …

أقول لكم: نحن لا نريد أموالكم ولا نريد طحينكم ولا أدويتكم بل نريد جيوشكم لتفتح فلسطين.

الشهيــ.د الذي لقى الله صائما : جمال عبدالغني رشيد ناصر
29/04/2002 -29/04/2022