منذ اللحظات الأولى كانت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية على أهبة النفير، بل وأهابت بطلبتها ونشطائها وأحبتها شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك، في تأكيدٍ واضحٍ على أن العمل من أجل الطلبة هو ذاته العمل من أجل الوطن، وأن التضحية ومناكفة المحتل في الجامعات وباحات المسجد الأقصى المبارك واجبة ملزمة، لذا هب شبانها ونشطاؤها ليكونوا في طليعة المرابطين والمعتكفين في ساحات المسجد الأقصى المبارك، من بين الأسلاك الشائكة والطرق الالتفافية ومن فوق الجدار ومن بين سهول الزيتون، وصلوا إلى رحاب القدس ووقفوا كالمرصاد في وجه المحتل يدافعون عنها، وكان لهم أن يدفعوا الضريبة بفخرٍ وعزٍ واقتدار.
فمع الهجمة الصهيونية الشرسة على المسجد الأقصى، وضرب المرابطين والتنكيل بهم واعتقالهم، سجلت وسائل الإعلام تواجدًا كثيفًا لطلبة الكتلة الإسلامية ما بين المعتقلين، فمن جامعة القدس اعتقلت قوات الاحتلالِ كلًا من
ومن جامعة بيرزيت اعتقلت كلًا من الطالب محمد رابية، والطالب مجد زيدان والطالب محمود عبيد والطالب باسل غنيم والطالب رشيد نيروخ والطالب سيف هدرة والطالب حسن هدرة والطالب خالد بعيرات، والطالب "محمد شجاعية" والطالب "ضياء زلوم" والطالب "عبد الغني فارس" والطالب "معاذ طوطح" والطالب "محمد مرة" والطالب "عمر حمدان" الذي مدد الاحتلال اعتقاله لثلاثة أيامٍ على خلفية مشاركته في الرباط بالمسجد الأقصى المبارك.
أما من جامعة النجاح فقد طال الاعتقال كلًا من جواد السعدي، وأحمد خليل دويكات، هو حافظ لكتاب الله تعرض لاعتداءٍ من قبل قوات الاحتلال رمضان المنصرم خلال رباطه في المسجد الأقصى المبارك، وأصيب في إحدى عينيه.
ومن جامعة القدس أبو ديس، خاصرة مدينة الرحمة تعرض للاعتقال والتنكيل كلًا من الطالب أسد الدين بني مفلح، والطالب حسام عباسي، والطالب براء رمانة، والطالب بهاء الدين شجاعية الذي أفرجت عنه، ليعود للمسجد الأقصى بعد سويعاتٍ من الإفراج عنه، يقفز عن جدار الفصل العنصري، ويمضي في دروب القدس حتى يصل الحرم المقدسي، فيرابط ويدافع ويحمي، فتقوم قوات الاحتلال باعتقاله مرةً أخرى من هناك، وتعتدي عليه بالضرب المبرح، ثم تحوله للاحتجاز في معسكر عوفر الاحتلالي.
وكانت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، قد حظيت بمباركة إدارة الجامعة لنهج الطلبة في الانغماس بالعمل الوطني، حيث أكد عميد شؤون الطلبة الذي تواصلت معه كتلة الوفاء الإسلامية بأنه أنه سيتم مراعاة طلبة القدس والطلبة المعتكفين في ساحات الرباط وعدم التشديد في موضوع الحضور والغياب، لكي يتمكنوا من التوجه للمسجد الأقصى والرباط فيه.
ولا يزال طلبة الجامعات في الضفة الغربية يواصلون عطائهم وتضحياتهم في سبيل المسجد الأقصى، غير عابئين بحجم التضحية ولا بميزان الربح والخسارة، مؤكدين أنهم الوقود لكل هبةٍ شعبية، والدرع الحامي للقدس وأهلها.