توقفت محاكمة الشاب الأسير أحمد مناصرة على أبواب بارقة الأمل، عندما قررت المحكمة إعادة النظر في اعتقاله على اعتبار أن ما جرى ليس بناءً على خلفية "إرهابية"، رغم ذلك يشير المحامي إلى أن طريق الحرية الذي أشرق ما زال بحاجةٍ للمزيد من الصبر والجهد، حتى يتم الإفراج عن أحمد.
أحمد مناصرة المقدسي الذي اعتقل عندما كان يبلغ من العمر 13 عامًا، والذي يتذكره العالم من خلال كلمته "مش متذكر" التي رددها في مواجهة محققٍ قاسٍ أصر على اختطاف طفولته وأخضعه لتعذيبٍ شديد استنزفه نفسيًا وجسديًا، ولم يتوقف أبدًا، فما زال أحمد يخضع للعزل الانفرادي منذ خمسة أشهر، ويقيد لأكثر من 24 ساعةٍ في اليوم ويتعرض لتعذيبٍ نفسيّ شديد، ما تركه بوضعٍ نفسيٍّ صعب بعد 7 سنواتٍ من الأسر.
ونتيجةً لتدهور وضعه النفسي حوله الاحتلال إلى مستشفى "ماغانين" المخصص للمرضى النفسيين ذوي الوضع المتدهور، ويتم إعطاؤه أدوية قوية المفعول تسبب له حالةً من الهذيان والنوم المتواصل، كما يتم ربطه بشكلٍ دائم، واحتجازه وحيدًا في غرفةٍ تخلو من جميع مقومات الحياة.
وترجع قضية مناصرة لعام 2015 حين اعتقله الاحتلال في القدس المحتلة وهو لا يزال طفلا عمره 13 عاما أثناء هبة شعبية ضد الاحتلال في ذلك العام، حيث تعرض مناصرة للإهانة والضرب أثناء اعتقاله وهو مصاب ينزف دمًا، ونال تعاطفا شعبيا ودوليا بسبب ما تعرض له على يد جنود الاحتلال.
اليوم تعود قصة أحمد إلى الواجهة وتثار حولها حالة من التفاعل الدولي الداعم له من جميع الأقطار العربية وفي أوروبا وأمريكا وهناك من شارك في مسيرات داعمه لنصرة القضية، لا سيما وأن قضيته خضعت لإعادة نظر في محكمة الاحتلال، وبدت فرص الحرية أقرب.
وكانت والدة أحمد قد حضرت محكمة ابنها، وحاولت التواصل معه واحتضانه، لكن جنود الاحتلال منعوها من الاقتراب من ابنها، بل وعمدوا لكسر التواصل البصريّ بينهما من خلال الوقوف حاجزًا أمام الأم وابنها، حيث تقول: "أنا أم ما خلوني أقرب على ابني، كنت أطلع عليه نظرات والشرطي يسكر عليه متعمد".
ويهفو قلب الأم الحنون للحظاتٍ يعود فيها طفلها الذي اختطفت أيامه، وفقد مشاعر الأمان إلى حضنها من جديد، مؤكدةً أن التضامن الشعبي أعاد لها قليلًا من الأمل، بأن تساهم هذه الحملات في الضغط على الاحتلال والإفراج عن أحمد الذي حًكم لـ 12 عامًا في سجون الاحتلال.