رفرفت رايات حركة المقاومة الإسلامية حماس خفاقة في سماء بيرزيت اليوم، في ذكرى انطلاقتها الـ34، معلنة أن لا اعتقال ولا تهديد ولا ملاحقة، قادرة على ثنييها عن مسيرتها، أو نزع حبها وشعبيتها من قلوب الفلسطينيين.
فرغم الحملة الشرسة التي شنتها قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة، على نشطاء وكوادر حركة حماس والكتلة الإسلامية في الضفة الغربية، وبرغم التهديدات التي تم إرسالها بشكلٍ مكثف إلى طلبة جامعة بيرزيت لثنيهم عن المشاركة في مهرجان ذكرى الانطلاقة الـ 34، واقتحام قوات الاحتلال للحرم الجامعي فجر اليوم والاعتداء على الحرس الجامعي، والعبث والتخريب بمحتويات الجامعة؛ واصلت الكتلة الإسلامية نشاطات مهرجان انطلاقتها الذي حمل عنوان "درع القدس وطريق التحرير".
فقد بدأت الكتلة الإسلامية فعاليات انطلاقة حماس في باحات الجامعة بمارش عسكري جاب شوارع الجامعة، هتفت خلاله باسم قادة القسام من شهداء وأسرى، ورفعت صور قادة المقاومة الفلسطينية، ورايات الكتلة الإسلامية بمشاركة الملثمين وحضورٍ كثيفٍ من طلبة الجامعة.
وعقب المسير العسكري المهيب في باحات الجامعة؛ بدأ مهرجان الانطلاقة، بمشاركة الطلبة وحضورٍ طيب من أهالي الأسرى والشهداء، في قاعة الشهيد ككمال ناصر التي لم تتسع للحضور الذي ظل واقفا يهتف لحماس وجندها ونهجها.
وفي كلمة الكتلة الإسلامية استذكرت تاريخها في جامعة بيرزيت، بدءاً من صائب ذهب وجواد أبو سلمية وعبد المنعم أبو حميد وخليل الشريف، ومروراً بقائمة من الاستشهاديين الأبطال، منهم ضياء الطويل، وإيهاب أو سليم، وعبد اللطيف حروب، وشهيد أسوار القدس محمد أبو غنام.
كما استذكرت الكتلة قادة بيرزيت وقساميها، مهندسهم الأول يحيى عياش، ومهندسها الثالث أيمن حلاوة، كما انفردت بيرزيت بجمع من الأسرى الأبطال، وعلى رأسهم الأسير القائد إبراهيم حامد وبلال البرغوثي وسلامة القطاوي ومحمود شريتح وفادي حمد وقائمة طويلة من القادة والأسرى الأبطال.
وقد أبرقت الكتلة مجموعة من الرسائل الهامة خلال المهرجان، كانت أولاها لقيادة حركة حماس بأننا باقون على عهدكم ونهجكم مهما كلفنا ذلك من ثمن.
كما بعثت برسالة لطلبة جامعة بيرزيت بأننا على عهدنا، لن نتخلف عن خدمتكم رغم الاعتقالات والملاحقات المستمرة، وسنبقى في طليعة الحركة الطلابية نجود بما نملك في سبيل خدمتكم.
وأما الرسالة الثالثة فخصتها الكتلة لجامعة بيرزيت والأطر، بأنا مصممون على خيار خدمة الطلبة على مبدأ الوحدة، ورفض التدخلات الخارجية في ساح الجامعة، ولن ترهبنا كل أساليب العنف، فبيرزيت لا مكان فيها لمثيري الفتن والشغب، ولن نسمح بانحراف المسار والبوصلة عن خدمة الطلبة وقضايا شعبنا.
وفي رسالة للأجهزة الأمنية، قالت الكتلة: "كفوا أيديكم عنا، كفوا أيديكم عن جنازات الشهداء، كفوا أيديكم عن احتفالات استقبال أسرانا البواسل، آن الأوان لتصحيح المسار وأن تعودوا لحضن شعبكم".
وأما الرسالة الأخيرة، فوجهتنا الكتلة للاحتلال، قائلة: "نكل واعتقل، لن نستكين ولن نلين وسنبقى على عهد المقاومة والإباء مهما بلغت التضحيات، ولك في التاريخ عبرة وعظة، فبيرزيت وطلبتها أحرار لا ترهبهم اعتقالاتكم ولا قمعكم".
وتضمن المهرجان عرض فيديو لمسيرة التضحية ومشوار الفداء لكتلة وفاء بيرزيت، تضمن صوراً لأبرز شهداء الجامعة وأبطالها الأسرى.
وعُرضت في الحفل أنشودة حصرية خاصة بالانطلاقة، وبكتلة الوفاء في جامعة بيرزيت، أكدت كلماتها على المقاومة وخدمة الطلبة، ومقاومة كل سبل الترهيب والاستنزاف، واستمرار رفع راية المقاومة والثبات على أرض فلسطين حتى النهاية.
ويمثل حفل انطلاقة الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت نجاحاً منقطع النظير للإطار الطلابي الذي يتم ملاحقته من قبل الاحتلال والسلطة على حدٍ سواء في مختلف جامعات ومؤسسات الضفة الغربية، كما أنه إثبات بأن حركة حماس التي تحتفل بعامها الـ 34 عصية على الكسر، متمردة على الظالمين، متعالية عن الجراح والأوجاع، لم يغير كرسي الحكم بوصلتها، ولم تكسرها سياسة جز العشب والملاحقات المتواصلة، أو تأتِ على عزائمها حروب أو مؤامرات أو تطبيع.