في حفل خريجي الجامعة وقفت منى الكرد، المقدسية الثائرة التي عُرفت بتغطيتها الإعلامية لانتهاكات الاحتلال لحي الشيخ جراح، في الحفل تحدثت منى بكل فلسطينيتها وعنفوانها، قائلةً: "تسكتوش عن الظلم، وعن الاضطهاد، وعن قمع الحريات، وعن الاعتقالات السياسية، ودائما وثقوا الاعتداءات وانشروها".
منى فتاة مقدسية، منذ صغرها تعرضت هي وأخوها التوأم محمد وعائلتها لمضايقات الاحتلال ومحاولته الاستيلاء على منزلهم، حيناً بحرمانهم من التمدد العمراني، وحيناً آخر بالحكم بإعطاء جزءٍ منه للمستوطنين اليهود، ووثقت كاميرات التلفزة العالمية حوارها مع المستوطن الصهيوني يعقوب الذي تحدث عن منزلها قائلاً: إن لم أسرقه أنا سيسرقه غيري.
اليوم في حفل الخريجين، كان لمنى أن تحكي قصة الفلسطينيين بأكملهم، الشباب منهم خاصةً، أولئك الحالمين بمستقبلٍ يرونه قريباً من أبواب الجامعة وأعتابها.
قالت منى..علينا إيصال صوتنا مهما كانت العقبات، الكلمة مهمة، وصوتنا بإمكانه أن يحرك العالم، ويكفي أننا أدركنا وحدتنا الوطنية الحقيقية، ولأجل ذلك أنا درست الإعلام، ومن خلاله استطعت أن أسلط الضوء على قضية بيتي وحارتي ومدينتي ووطني..وأكملت: "اليوم نريد أن نستلم شهاداتنا التي لا تمثل ورقة فقط، بل هي سلاحنا الذي ندافع فيه عن بيوتنا وأرضنا وأشجارنا وعن حقنا، وكل أحد فينا يقاوم بمجال تخصصه".
ووجهت خلال كلمتها تحية للشهداء والأسرى، وقالت: "وتحية من أهلي الي حكولي إن شاء تخلص هالحفلة بسرعة عشان نلحق نروح على البيت بلاش نلاقي المستوطنين بيعملوا مقلوبة بنص بيتنا".
وختمت كلمتها: "آن للنكبة ألا تستمر، والاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، وإن شاء الله الإغلاق غير القانوني المفروض على حي الشيخ جراح ينتهي وتلغى قرارات التهجير القسري بحقنا وبنعزمكم على مقلوبة بنص بيتنا".
في الحفل كان والدها جالساً يغالب دموعه بالفرح حيناً وبالألم حيناً آخر، وإن كانت مثلت منى أيقونةً للشباب الفلسطيني المناضل في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة، فإنها اليوم عبرت عن آمال الخريجين الفلسطينيين، وسعيهم لمستقبلٍ أفضل، أكثر أماناً وحرية.