بعد قرابة الأسبوعين على إصابته المباشرة برصاص جيش الاحتلال الصهيوني في رأسه، ارتقى ابن جامعة بيرزيت، الشاب الوطني الذي مضى في كل المسيرات، فادي صادق موسى وشحة (34 عاما)، من مدينة رام الله، حاملاً روحه على كفه حتى مضى إلى العلياء ملتحقاً بالشهداء والأبطال.
وُيعرف وشحة في صفوف طلبة جامعة بيرزيت بنضاله وتصدره للمقاومة الشعبية الفلسطينية، فهو الأسير الذي أمضى ما يزيد عن الثماني سنوات في سجون الاحتلال، والجريح الذي أصيب مراتٍ عدة في مظاهرات رافضة للاحتلال، والناشط الطلابي ذو الكلمة الحقة، وهو المتمترس خلف حجج العلوم السياسية، ينهل منها ويحتكم لها في نظرته للواقع الفلسطيني، وهو الآن الشهيد الذي أسلم الراية لمن خلفه، ليفتقده من عرفه في المواجهات، ولتبكي عليه بوابات مدينة البيرة التي شهدت صموده وعزته.
وكانت الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت قد نعت في بيانٍ لها الشهيد وشحة مستنكرةً جريمة قتله والتي ظهرت أمام العالم بشكلٍ جلي بعد صور إصابته المباشرة ورفض الاحتلال السماح لطواقم الإسعاف بعلاجه حتى تفاقم وضعه.
وعزت كتلة الوفاء ذوي الشهيد فادي ابن بلدة بيرزيت، مؤكدةً على مضيها قدمًا على دربه، وعلى ذات النهج الذي خطه الشهداء بتضحياتهم ودمائهم.
وفي بيانها أشارت الكتلة الإسلامية إلى الخسارة الكبيرة بفقدان وشحة، ابن الشبيبة الطلابية، الذي كان وحدودياً وطنياً، ما تخلف يوما عن ساحة المواجهات مع الاحتلال، وكان مدافعا عن القدس وفلسطين، وعن حقوق الطلبة، ومتقدما الصفوف في الدفاع عن قضايا شعبنا الوطنية، ليدفع ضريبة النضال عبر سنوات من الأسر، ومن ثم يتشرف بالشهادة.
وشيعت جماهيرٌ غفيرة الشهيد الوشحة، ليرحل ابن جامعة بيرزيت الذي احتضن فلسطين أسيراً وجريحاً حتى احتضنه ترابها شهيداً، فيما ودعته أمه بالأحضان قائلةً له: "هذا عرسك يما..مبروك الشهادة".