عام 2018 وبعد ثلاثة أعوام من اعتقال الطالب في كلية الحقوق عزمي نفاع، تسلم والده شهادة تخرجه من درجة البكالوريوس، في جامعة النجاح الوطنية، وحيداً بدون ابنه عزمي الذي غادر موكب الحياة الأكاديمية قبل تخرجه بفصلٍ واحد ليغدو سجيناً في معتقلات الاحتلال.
فعام 2015 أصيب عزمي إثر إطلاق جنود الاحتلال النار عليه على حاجز زعترة، أصيب عزمي إصاباتٍ بالغة في فكه وذراعه، وأخفى عن والديه ألآمه وجراحه، حتى أن والده تسائل بينه وبين نفسه كيف يأكل عزمي، وكيف يمضغ الطعام وهو الذي فقد عظام فكه إثر إطلاق النار عليه، حتى نشرت وسائل الإعلام نقلاً عن أحد الأسرى المحررين أن عزمي يعاني بعد نقله لسجنٍ يخلو من خلاطٍ يطحن الطعام ويعينه في تناول طعامه.
مأساة الطالب في جامعة النجاح وابن مدينة جنين لم تتوقف هنا، فحتى يستطيع التخرج من كلية الحقوق احتاج لدراسة آخر مواده على يد أسيرٍ متخصص في القانون، ولم يتمكن من ذلك إلا بعد ثلاث سنواتٍ من اعتقاله، حين اجتمع بأستاذ القانون الأسير مصطفى الشتات، في سجن الجلبوع، وبعد تهريب عائلته الكتب الجامعية من خلال نزع أغلفتها استطاع أخيراً اجتياز متطلبات التخرج لتتمكن عائلته من استلام شهادته.
عزمي نفاع الذي بلغ من العمر 26 عاماً لم يستطع حتى الآن مزاولة مهنة المحاماة، فالاحتلال حكم عليه بالسجن لعشرين عاماً، ورغم حظر جامعة النجاح الوطنية لنشاط الكتلة الإسلامية إلا أنها سعت من خلال طلبتها للإطمئنان المستمر على عزمي وعائلته، ما دفعه لإرسال شكرٍ خاصٍ لها في رسالته، مؤكداً معنوياته المرتفعة ودعائه الدائم ومحبته غير المنقطعة لإخوانه في كتلة النجاح.