بعد ثلاث سنوات على اعتقاله، يخرج حمزة القرعاوي من سجون الإحتلال ليعود إلى عائلته الصغيرة وأطفاله الثلاثة، وليكتب في سجلات الطلبة خريجاً بعد 16 عاماً من بداية دراسته.
هذه المرة اعتقلته قوات الاحتلال لثلاث سنواتٍ متتالية، وكان اعتقاله قد جاء بعد أسبوعٍ فقط من إفراج الأجهزة الأمنية الفلسطينية عنه، وحرمانه من إتمام دراسته الجامعية.
في ذلك الاعتقال هاجمت الأجهزة الأمنية المنزل واختطفت حمزة القرعاوي بعد ترويع عائلته، ومنعت عائلته من زيارته بحجة أنه موقوف على ذمة المحافظ، ثم حققت معه بشكلٍ بالغ واحتجزته في الزنازين الإنفرادية، بحجة نشاطه الطلابي في الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح الوطنية، وهو الطالب في كلية الطب وعلوم الصحة تخصص تمريض.
ولأن الطالب حمزة كان منغمساً في مسؤولياته تجاه عائلته، وهدفه بالتخرج، وإدارة محله التجاري الخاص به، فقد أكد والده للأجهزة الأمنية مراراً وتكراراً عدم وجود أي نشاطٍ طلابي له، لكن التحقيق كان يدور حول أنشطة سابقة له.
ولم تنتهِ الحكاية هنا، بل قامت قوات الاحتلال باعتقاله بعيد أيامٍ من إفراج الأجهزة الأمنية عنه، وحرمته من إتمام ساعاته الدراسية الأخيرة، ومن البقاء مع أسرته وطفلته التي لم تتجاوز الثلاثة أشهر، ومن إدارة عمله الخاص.
عبر صفحته الرسمية على موقع الفيس بوك يتحدث والده النائب في المجلس التشريعي والقيادي في حركة حماس فتحي القرعاوي عن ابنه الذي اعتقلته قوات الاحتلال منتصف عام 2018، وماطلت في محاكمته حتى منتصف 2020، ثم حكمته بالسجن لثلاث سنواتٍ، وبغرامةٍ مالية بلغت 12 ألف شيكل.
مجموع اعتقالات القرعاوي لدى الاحتلال بلغت 10 سنوات، وما بين استدعاء وملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية أتم الـ 16 عاماً طالباً في كلية التمريض، سبقه زملاءٌ كثر نحو بوابة التخرج وأتموا مراحل عمرية وأكاديمية كان حمزة ما زال ينتظر عبور سلالمها الأولى، عن هذه اللحظات يقول والده: ويشير إلى مفارقة مؤلمة، وهي أن بعض مدرسي نجله الآن، كانوا زملاء له على مقاعد الدراسة قبل سنوات.
أخيراً استطاع حمزة التخرج بعد إتمامه للمساقات القليلة المتبقية من خلال التواصل مع إدارة الجامعة ومساعدة عددٍ من الأسرى ذوي الخبرة الأكاديمية والعملية في مجال التمريض، استطاع اجتياز عتبة التخرج فعلاً لكنه حرم التخرج مع زملائه، وحُرم هذه الفرحة برفقة عائلته وأسرته.