تستعد الأسيرة أنسام شواهنة غداً لتنسم عبير الحرية بعد خمس سنوات على اعتقالها في سجون الاحتلال الصهيوني، حيث سيتم الإفراج عنها من سجن الدامون للنساء، حيث تمكث الأسيرات الفلسطينيات ما بين أمٍ وطالبة وابنة بانتظار الحرية.
وكان الاحتلال قد اعتقل الطالبة في جامعة النجاح الوطنية أنسام شواهنة أثناء عودتها من الجامعة إلى منزلها في بلدة أماتين القريبة من مدينة قلقيلية، وذلك في التاسع من آذار 2016.
حينها كانت أنسام الطالبة المتفوقة التي حصلت على معدل 97% في الثانوية العامة، تستعد للالتحاق بكلية الإعلام ودراسة تخصص الصحافة، بعد إتمام سنتها الدراسية التمهيدية في جامعة النجاح الوطنية.
بعد اعتقال الاحتلال لها على حاجزٍ طيار، قام باخضاعها لتحقيق قاسٍ لما يزيد عن الستة أشهر، حُرمت خلالها من رؤية أهلها أو زيارتهم، ثم تم الحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات، ووقف التنفيذ لمدة ثلاثة أعوام ونصف.
انتهاك الاحتلال لحقوق أنسام لم يتوقف هنا، بل تجاوزه لحرمان عائلتها من زيارتها تحت ذرائع أمنية مختلفة، حتى أن عائلتها لم تستطع رؤيتها أو زيارتها سوى لخمس مرات في السنوات الثلاث الأولى من اعتقالها.
و أشارت والدة أنسام إلى أن غيابها سبب ألماً وقهراً كبيراً للعائلة، فهي الابنة الوحيدة بين خمس أشقاء، المدللة التي تسعى وراء أحلامها بجد، القريبة من كلِ فردٍ في عائلتها، صديقة والدتها، والبارة بوالدها، وعن معاناة الأهل في التواصل مع أنسام تضيف الوالدة: في البداية مثل اعتقالها صدمةً حقيقيةً لنا، لم نكن نعلم ماذا حدث ولماذا؟، لاحقاً تمثلت معاناتنا في تأجيل جلسات المحاكم لأكثر من 20 مرة، وأخيراً الحكم الصادم بحقها والذي وصل إلى خمس سنوات وثلاثة أعوام من وقف التنفيذ.
خلال الاعتقال لم تخضع أنسام لقهر السجان، بل حرصت على تعلم وحفظ القرآن الكريم، وأشرفت على طالبات الثانوية العامة الأسيرات من صغيرات السن، كما حرصت على تطوير مهاراتها في مجال الصحافة والإعلام.
اليوم تسعى عائلة أنسام لتحتفل بخروجها من السجن وبعودتها لمقاعد الدراسة ولأحلامها وطموحها، على أمل أن تغدو أنسام مراسلة تلفزيونية، تنقل معاناة شعبها، وتسلط الضوء على الأسيرات في سجون الاحتلال، ومعاناة الطالبات والقاصرات منهن، في ظل تجاهل العالم لقضاياهن ومعاناتهن.