سعياً منه لتقويض نشاط التيار الإسلامي في الضفة الغربية، استهدف الاحتلال خلال الأسابيع القليلة الماضية وجوهاً بارزة في التيار من مختلف محافظات الضفة الغربية، ولم يكفه ذلك بل عمد لاعتقال العديد من طلبة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية، في محاولة منه لضرب مشعل الشباب ونواة العمل الإسلامي في معقله.
ففي جامعة النجاح اعتقلت قوات الاحتلال كلاً من الطالب زهدي قواريق، والطالب حسام الدين اشتية، وكلاهما أسيران محرران ومعتقلان سياسيان سابقان لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، واعتقال اشتية جاء بالتزامن مع قيام أجهزة السلطة بالإفراج عنه من سجونها قبيل بضعة أيام، فيما داهمت القوات الخاصة فجر اليوم مدينة نابلس، واعتقلت ثلاثة من طلبة النجاح هم عاصم اشتية ومالك اشتية من كلية الهندسة، والطالب في كلية الطب موسى دويكات.
أما في جامعة بيرزيت فقد قام الاحتلال يتوجيه عددٍ من الأحكام العالية لطلبة الجامعة الذين اعتقلهم قبيل عدة أشهر، من بينهم الطالب محمد حسن الذي حكمه الاحتلال 14 شهراً، والطالب حمزة زلوم لعشرة أشهر، كما أجلت محاكمة الطالبين عبد الرحمن حمدان وعبد الرحمن مصباح، وحكم أيمن العطشان لـ 13 شهراً، وفجر اليوم اعتقل الناشطين وليد حمد ومحمد جرار وهما من كوادر الكتلة الإسلامية في الجامعة.
وفي جامعة القدس أبو ديس اتبعت قوات الاحتلال تكتيكاً آخر، فقامت بمداهمة بلدة أبو ديس فجراً وعلقت بوسترات موجهة للطلبة تحثهم على التركيز على دراستهم وتجاهل نشاطات الكتلة الإسلامية وعدم المشاركة فيها، مهددةً من يشارك فيها بالحبس، كما حملت البوسترات صوراً لنشطاء الكتلة في الجامعة قام الاحتلال باعتقالهم وأظهرتهم كمطلوبين، لتمثل هذه الخطوة انعكاساً لنظرة المحتل لأي مشاركة نقابية خضراء في الحاضر الفلسطيني.
وفجر الأمس اعتقل الاحتلال من جامعة الخليل المحامي عز الدين أبو حسين، والطالب في كلية الحقوق مثنى القواسمي، والطالب في كلية الزراعة ثمين الحلايقة، كما وسلم استدعاء لمقابلة مخابراتها للطالب محمد أنس سلهب، كما أفادت تقارير صحفية إلى أن هناك أكثر من 16 حالة استدعاء واعتقال في محافظة الخليل.
ورغم تعدد الأساليب واختلاف طرق القمع والاستنزاف، إلا أن الحراك العدائي الذي يقوم به المحتل في مواجهة أبناء الكتلة الإسلامية يعكس إدارك المحتل لحقيقة أبناء هذا التيار وقدرته المرنة على الاصطفاف وإمكانية اضطلاعه بدورٍ لوجستي واجتماعي مميز في الانتخابات الفلسطينية القادمة، وهذه الإمكانية لطالما أثبتت أنها عصية على الكسر، قوامها يشتد بازدياد الضغط عليها.
فكما برز أبناء الكتلة في انتخابات 2006، ممثلين دينمو المرحلة الديمقراطية وعنوانها، كذلك هم اليوم، الأقدر على التنظيم، والأقوى في التأثير، والعنوان في المرحلة، وهو ما يدركه الاحتلال، تماماً كما يدركه أعوانه.
وفي بيانٍ لها أشارت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية إلا أن اعتقالات الاحتلال تستهدف التأثير في خيارات الشعب الفلسطيني، عبر استهداف رموزه وقادته، فضلا عن استهداف طلبة الجامعات، وخاصة من أبناء الكتلة الإسلامية، عبر الاعتقال والملاحقة وتهديد الطلبة وأهاليهم.
كما أشار البيان إلا أن الاعتقالات لن تزيد الكتلة إلا عزًا وشموخًا، وإصرارًا على مواصلة طريق الحق.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد أشارت إلى اعتقالات الاحتلال في تصريحٍ لها بالقول؛ إن حملة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال في صفوف طلبة الجامعات من أبناء الكتلة الإسلامية، تستهدف النيل من عزيمة الشباب الذين يشكلون مركز الانتخابات القادمة، كما أنها محاولة للتحكم بنتائج الانتخابات عبر تغييب الشخصيات الناشطة والمؤثرة في مجالات وقطاعات مهمة من أبناء شعبنا.