كتلة النجاح..أنشطة الماضي لا بد ستعود يوماً

عامٌ جديد سيقضيه طلبة الجامعات الفلسطينية على صفحات الانترنت بدلاً من مقاعد الجامعات وباحاتها، ربما سيتاح لهم لاحقاً العودة إلى جامعاتهم، لكن مما لا شك فيه أن طلبة النجاح سيفتقدون جزءاً كبيراً من أنشطة الكتلة الإسلامية التي تم تغييبها لأسبابٍ مختلفة غير كورونا، يتعلق بعضها بانحياز إدارة الجامعة، وأخرى تتعلق بملاحقة الاحتلال والأجهزة الأمنية لطلبة الكتلة الإسلامية، ومصادرة معداتهم مراراً وتكراراً والتضيق عليهم واستدعائهم بشكلٍ مستمر.

لكن في الذكرياتِ كثيرٌ من الأمل الواعد، فمن منا لا يذكر معارض الكتلة الإسلامية الطلابية، يوم كانت الوفود والحشود تأتي لزيارة الجامعة فقط بسبب معارض الكتلة الإسلامية، الطبية، والطلابية، معرض الطالبات، معارض الأسرى والشهداء، بكل ما تحمله من زوايا وجوانب فنية مبدعة، بكل مفاجآتها وسحوباتها ومسابقاتها، وتخفيضاتها المميزة، وتعاونها مع المكتبات ودور النشر والمراكز الصحية والرياضية.

أما عن بداية العام الدراسي فحدث ولا حرج، حيث يتم استقبال الطلبة الجدد وإرشادهم بشكلٍ منظمٍ ومميز، من أبواب الجامعة، ومروراً بالتعرف على الكليات والتخصصات والأساتذة والمتطلبات، وتسجيل المواد، وترتيب الجداول، وفتح الشعب المغلقة، والعديد من الميزات الأخرى، التي اعتادت الكتلة الإسلامية وحدها دوناً عن غيرها تقديمها للطلبة، وحتى تخرج الطالب تظل الكتلة ساعيةً في خدمته، حتى حفل تخرجه، الذي لطالما عرف حشداً ينافس حشد حفل تخرج الجامعة الرسمي.

ولا تقتصر أنشطة الكتلة على مناسبةٍ دون غيرها، فهناك أنشطةٍ لفترة الامتحانات، وأخرى خاصة بالفتيات من مسابقات ونوادٍ دعوية وثقافية، ودورات لتعلم الخط، والنسج، والقرآن الكريم، والتجويد، كما أن لكل كليةٍ نشاطاتها ومسابقاتها ومجموعاتها الخاصة، أما عن شهر رمضان فذلك حديثٌ آخر، حيث كوبونات الإفطار المدعومة لطلبة السكنات، والتي حرصت الكتلة الإسلامية دوماً أن تكون بمستوى متقدم غذائياً وصحياً، وتميزت عن الكتل الأخرى في التقديم والتنويع والإيفاء بالأعداد والاحتياجات، ناهيك عن أنشطة الاعتكاف، والإفطارات الجماعية، وزيارات دور المسنين والأيتام، والتشجيع على الصدقة، إضافةً لمسابقاتٍ رمضانية مميزة.

عموماً من الصعب حصر أنشطة الكتلة الإسلامية، خاصةً أنها لم تكن لتتوقف بل كانت تستمر بإبداعٍ وتفانٍ، وكانت تزدهر في كل زاويةٍ من زوايا الجامعة، من المسجد، فالكافتيريات، فزوايا طباعة الكتب وحملات التخفيض التي رافقتها، ناهيك عن الندوات الثقافية والمؤتمرات الطبية والعلمية، والدعم غير المحدد لطلبة الكليات العلمية وحاجاتهم، إضافةً للحزم في مواجهة سياسات رفع الأقساط، أو تحديد عدد الشعب، وجميعها كانت تؤتي أكلها.

ربما في يومٍ من الأيام، وبعد انحسار كورونا، قد تدرك إدارة جامعة النجاح الوطنية، أن جزءاً كبيراً من مكانتها كجامعة وحاضنة تعليمية فلسطينية، تكمن في التنوع النقابي وحفظه ودعمه، وأن تكميم الأفواه، وحجب الأنشطة، والتخلي عن طلبتها في مواجهة الأجهزة الأمنية، لهو الخسارة الكبرى لها، فالجامعة ليست مكاناً لتلقي العلم وتداوله فقط، إنها مكانٌ لصنع الإنسان وتهيئته للانطلاق للمجتمع، بمفاهيم وعقليات تتقبل الآخر، ولا تحجر عليه.

 

 

كلمات مفتاحية : - كتلة جامعة النجاح
مشاركة عبر :