في تصرفٍ مستهجن وتلاعبٍ بأعصاب الأهل وعواطفهم، قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية ظهر اليوم باقتحام بلدة تل واصطحاب الطالب في كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية إبراهيم عابد إلى محلٍ تجاري، ومن ثم قامت بإعادته إلى السجن إضافة لاعتقال صاحب المحل التجاري.
وكانت الأجهزة الأمنية قد وعدت عائلته بالإفراج عنه، لذا مثل اقتحام الأجهزة الأمنية لبلدته بصحبته، والاستمرار في اعتقاله، ناهيك عن حالة التعب الشديد والإنهاك الظاهر، نكسة لعائلته وصدمةً كبيرةً لهم.
وكان جهاز المخابرات الفلسطيني قد اعتقل الطالب إبراهيم مصطفى عابد، منذ الثاني من فبراير، حين قام بمداهمة منزله ومصادرة الأجهزة الالكترونية الموجودة فيه، وتهديد عائلته ليقوم بتسليم نفسه، بعد التأكد من عدم وجوده، ليقوم الطالب عابد بتسليم نفسه في اليوم التالي ويخضع لتعذيبٍ شديد في سجون الأجهزة الأمنية، ويُحرم من التواصل مع المحامين أو عائلته، كما قامت محكمة الصلح في مدينة نابلس بتمديد اعتقاله.
ولم تنتهِ معاناة عابد عند هذا الحد، بل قام جهاز المخابرات بنقله إلى مسلخ أريحا، ومن هناك مددت محكمة صلح أريحا توقيفه لمدة خمسة أيام، بناءً على طلب النيابة العامة، لغايات استكمال التحقيق معه، رغم أن المحامي الخاص به قد أشار إلى تعرضه لضغطٍ نفسي وتعذيب ٍ شديد، وأكد على الحاجة الملحة للإفراج عنه، معتداً بأن اعتقاله لا مبرر له، فهو الطالب المتفوق في تخصصه بكلية الهندسة، الحافظ لكتاب الله، والأسير المحرر الذي قضى في الأسر ما قضاه محروماً من إتمام دراسته.
وتزامن اعتقال الأجهزة الأمنية له، مع اعتقال زملاءٍ آخرين له، من بينهم الطالب براء اشتية، وهو طالبٌ في كلية الطب بالجامعة، وتم تحويله أيضاً لمسلخ أريحا، إضافة للطالب حسام الدين اشتية، وكلاهما من بلدة تل، وهو طالبٌ في كلية الاقتصاد.
وكانت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية قد استنكرت استمرار اعتقال طلبتها ونشطائها، داعية المؤسسات الحقوقية والمختصين والأهالي للتفاعل مع القضية ، والنشر والتغريد تحت هاشتاج "الحرية لدروع النجاح" بهدف تسليط الضوء عليهم بشكلٍ يدفع الأجهزة الأمنية للإفراج عن الطلبة، وتمكينهم من إكمال دراستهم الجامعية.