مع تأكيد إصابة الطالب في جامعة بيرزيت محمد ماجد حسن بفايروس كورونا داخل سجون الاحتلال؛ تسلطت الأضواء على عائلة الشيخ المجاهد ماجد حسن، وما قدمته هذه العائلة من تضحية وفداء لأجل فلسطين، رغم ما عانته من ويلات السجن والفراق التي طالت معظم أفراد العائلة.
عائلة الشيخ ماجد حسن تمثل نموذجا فريدا للأسرة الفلسطينية، التي تربت على موائد القرءان وحب فلسطين، لتكون في خدمة قضيتها في كل المجالات، ولا يضرها ما أصابها من لأواء ولا ابتلاءات، طالما هي في سبيل قضيتها ودعوتها.
تنحدر العائلة من قرية دير السودان قضاء رام الله، وقد نشأ الوالد الشيخ ماجد وترعرع في مساجد بلدته وعلى موائد القران، وبعد الثانوية العامة في ثمانينات القرن الماضي التحق بجامعة بيرزيت، وانخرط من فوره في صفوف الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، وبعد تخرجه أكمل حياته الدعوية والنضالية، ما عرضه للاعتقالات المستمرة من قبل الاحتلال، ليصبح أحد أعلام فلسطين، فلم يبقى بيت من شمال الضفة الى جنوبها إلا وقد سمع بهذا الاسم خصوصا بعد هذه السلسلة من الاقتحامات التي تعرض لها منزله والاعتقالات المتتالية لأبنائه.
نالت الاعتقالات من الشيخ ماجد ما يقارب 10 سنوات في سجون الاحتلال موزعة على 6 اعتقالات كان أولها بتاريخ 22/1/1991 وقد تنقل بين العديد من السجون ومراكز التحقيق وتعرض لشتى أنواع الضغط والتعذيب.
كما تعرض للتنكيل من قبل ذوي القربي أجهزة أمن السلطة التي تناوبت على اعتقاله لأكثر من 6 مرات وما لا يحصى من الاستدعاءات لدى جهازي الأمن الوقائي والمخابرات العامة.
العائلة في دائرة الاستهداف
تزوج الشيخ ماجد من السيدة الداعية “ندى الجيوسي” وهي من طولكرم وكانت من أبرز الناشطات في الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، وهي مثال للمرأة الفلسطينية الصامدة الصابرة، فلم يكتف الاحتلال بما عانته هذه الأم بسبب اعتقالات زوجها المتكررة، فجاء الدور عليها واعتقلها بتاريخ 8/7/2007 بعد يوم واحد على اعتقال زوجها، كنوع من الضغط عليه وقد أمضت 35 يوما في مركز تحقيق المسكوبية، وأفرج عنها بعد أن أمضت 5 أشهر. لتواصل طريقها وتضحياتها وعملها الدعوي.
سيراً على طريق والدها في العمل النقابي، تولت ابنته شذى (21 عاما) رئاسة مؤتمر مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، فقام الاحتلال باعتقالها فجر 12/12/2019 بعد اقتحام المنزل وتفتيشه وتم تحويلها للاعتقال الإداري لمدة 3 شهور، ويوم الإفراج عنها قام الاحتلال بتمديد اعتقالها لثلاثة أشهر أخرى وهي مازالت رهن الاعتقال حتى يومنا هذا.
أما ابنه أمجد (25 عاما)، فقد سلم من اعتقال الاحتلال، إلا أنه لم يسلم من الاعتقال السياسي، حيث اختطفته أجهزة امن السلطة وأمضى في زنازينها 13 يوما.
فيما الابن الأوسط محمد (20 عاما)، الطالب في جامعة بيرزيت، وسكرتير اللجنة المالية السابق في مجلس الطلبة، قد تعرض للاعتقال السياسي عدة مرات على خلفية عمله النقابي داخل الجامعة وقد قامت أجهزة امن السلطة بملاحقته مما اضطره للاعتصام داخل حرم الجامعة برفقة عدد من زملائه، وفي 22/4/2020 قام الاحتلال باقتحام منزله واعتقاله وقد تم تحويله الى تحقيق المسكوبية.
وما يزيد من صعوبة الأمر هو تأكيد إصابة محمد يوم أمس بفايروس كورونا داخل معتقل المسكوبية، الأمر الذي يضاعف القلق والخوف لدى العائلة، في ظل الإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
أما أصغر الابناء عبد المجيد (19 عاما) فهو طالب في جامعة بيرزيت، فقد قام الاحتلال باعتقاله بعد أيام من اعتقال شقيقته شذى وقد أفرج عنه بعد شهر من الاعتقال الإداري.
وها هي العائلة تضع نفسها هبة لدعوتها وقضيتها الفلسطينية، لا تنال منها التضحيات والابتلاءات، طالما كانت في مرضاة الله.