الطلبة الفلسطينيون في سجون الاحتلال: حين يُحرم الطالب من حقه في الحُرية والتعليم

في يوم الأسير الفلسطيني، تتجدّد الأصوات المنادية بحرية عشرات آلاف الأسرى والأسيرات الفلسطينيين القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال. وبين هؤلاء الأسرى  الطلبة الجامعيين، الذين لم تكن مقاعد الدراسة ولا أحلام التخرّج كافية لحمايتهم من يد الاحتلال الذي يرى في العلم سلاحًا، وفي التنظيم الطلابي خطرًا يجب إخماده.

فمنذ اندلاع معركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، تصاعدت حملة الاحتلال بحق الطلبة الفلسطينيين، وتحديدًا أولئك الناشطين في الحياة النقابية والسياسية داخل الجامعات.

وتشير المعطيات إلى ارتفاع أعداد المعتقلين من الطلبة إلى أكثر من 150 طالبًا وطالبة، أُعتقل معظمهم خلال الأشهر الثلاث الأولى التي تلت اندلاع الحرب، ضمن حملة تستهدف الوعي الشبابي وتخنق الحراك الطلابي الفلسطيني.

وقد شملت هذه الحملة اعتقال ثلاثة رؤساء متعاقبين لمجلس طلبة واحد،  خلال دورة واحدة فقط، إلى جانب كامل أعضاء المجلس، وطالبتين تعاقبتا على قيادة اللجان النقابية، وهي خطوات تُظهر بوضوح أن الاحتلال لا يستهدف الأفراد بقدر ما يستهدف البُنى التمثيلية والتنظيمية الطلابية.

اليوم، يُقدَّر عدد الطلبة الأسرى في جامعة بيرزيت وحدها بـأكثر من 140 أسيرًا وأسيرة، اعتُقل أكثر من 70 منهم بعد الحرب. أما في جامعة النجاح الوطنية، فقد بلغ عدد الطلبة المعتقلين ما يقارب 100 طالب وطالبة، من بينهم 80 اعتُقلوا بعد أكتوبر 2023، و30 من أعضاء المجالس الطلابية ومؤتمرها، إضافة إلى رئيسين للمجلس، وهو ما ينسحب على جامعات أخرى.

الاعتقالات لم تقتصر على من يحمل صفة تمثيلية، بل امتدت لتشمل طلبة من تخصصات متنوعة، ومن خلفيات مختلفة، وسط حملة استدعاءات وتحقيقات متكررة. كثير من هؤلاء الطلبة لم يُقدَّموا للمحاكمة، بل تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداري دون تهمة، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحرية التعليم.

 هذه السياسة تأتي ضمن محاولة إسرائيلية منهجية منسجمة مع التنسيق الأمني "المقدس" للأجهزة الأمنية الفلسطينية، لضرب الحركة الطلابية الفلسطينية، وإخماد أي فعل نقابي أو وطني داخل الجامعات. فالمؤسسة الأكاديمية، التي لطالما كانت ساحة للوعي والهوية، تُحوّلها هذه السياسات إلى فضاء ملاحقة ورعب، حيث يصبح النشاط الطلابي تهمة، والانتماء وسيلة للاعتقال.

 وبرغم ما يواجهه الطلبة المعتقلون من تعذيب نفسي وعزل عن العالم، إلا أنهم لا يزالون يُمثّلون صمود الجيل الجديد في وجه آلة القمع الإسرائيلية، ومحاولتها حرمانهم من حلم الحرية في مجتمعٍ محتلٍ.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :