حذر الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بأن حكومة بنيامين نتنياهو قد تحدث تفجيرًا على مستوى المنطقة نتيجة برنامجها المتطرف، داعيًا العالم لمعرفة أن المسجد الأقصى خط أحمر، وكل الاحتمالات مفتوحة والخيارات خطيرة.
وقال العاروري -في مقابلة مع قناة الأقصى، مساء الأربعاء-: إن القدس منذ احتلالها أصبحت في عين العاصفة وهدفا لكل الحكومات الإسرائيلية، منبهًا إلى أن هذه المدينة هي البؤرة الأكثر خطورة واشتعالاً في كل القضية الفلسطينية.
وأضاف أن حكومة نتنياهو قد تحدث تفجيرًا على مستوى المنطقة نتيجة برنامجها المتطرف، فيما يتركز برنامج الأحزاب الإسرائيلية على القدس والأقصى والضفة.
وأشار إلى أن نتنياهو يسترضي الوزير المتطرف بن غفير على حساب دماء شعبنا ومقدساتنا وحقوقنا، منبها إلى أن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة أنتجت تحولًا في الكيان الصهيوني؛ ومآلات ذلك خطيرة على المنطقة كلها.
وشدد على أن اليمين الإسرائيلي الحاكم لديه أجندة تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية، في وقت يدفع شعبنا ثمن محاولات نتنياهو للحفاظ على تحالفه من خلال مواقف أكثر تطرفًا من ذي قبل.
فيتو عباس!
من جانبٍ آخر، قال القيادي الفلسطيني: إن رئيس السلطة محمود عباس يضع فيتو على مسار تجميع المؤسسات الفلسطينية في بناء الاستراتيجية الوطنية الموحدة.
وشدد على أن حماس لديها شرعية نضالية كبيرة وشعبية واضحة، داعيا حركة فتح إلى استراتيجية وطنية موحدة تشمل كل مسارات المقاومة السياسية والشعبية والمسلحة.
وقال: “تحدثنا مع فتح عن استراتيجية وطنية تشمل دعم الجهد السياسي مع العالم مقابل دعم وتغطية المقاومة بأشكالها كافة.”
وأشار إلى الاتفاق مع فتح على تشخيص خطورة الحالة الفلسطينية، و”هذا يتطلب قرارات قيادية تناسب خطورة المرحلة”.
المقاومة الشاملة
وأكد أن التجربة أثبتت أن العمل السياسي وحده لم يحقق أي نتيجة، والمراجعة الصادقة تقتضي بناء استراتيجية وطنية جديدة تشكل المقاومة الشاملة.
وشدد على أن الفصائل متفقة على استراتيجية المقاومة الشاملة بما فيها العمل السياسي والمقاوم.
وقال: إن حماس تقبل بكلمة شعبنا في صندوق الانتخابات، وتقبل بالشراكة السياسية مع الآخرين، ولا نفرض رأينا على شعبنا.
وشدد على أن الظرف الدولي وتركيبة الحكومة الصهيونية فرصة كبيرة من أجل توحيد العمل الفلسطيني وفق الاستراتيجية الوطنية الموحدة.
المقاومة في الضفة
وأشار إلى أن العمل الميداني المقاوم في الضفة رسم لوحة متقدمة من العمل الموحد، وعدّ أن مزاعم وجود مخططات لسيطرة حماس على الضفة هي دعاية فارغة هدفها رفع وتيرة الصراع الداخلي خدمة للاحتلال.
وقال: “لا أحد يستطيع السيطرة على الشعب الفلسطيني إلا عبر الشرعية الشعبية، وأن أي محاربة للمقاومة في الضفة الغربية تخدم تمكين الاحتلال من السيطرة على شعبنا الفلسطيني.
الانتخابات الطلابية
وأشار إلى أهمية نتائج الانتخابات الطلابية في جامعات الضفة، مبينَا أنها تنبع من أهمية فئة الشباب الفاعل والواعي في المعادلة الوطنية الفلسطينية، وهي مؤشر واضح على اتجاهات عموم شعبنا.
وأكد أن حماس مستعدة وجاهزة لإجراء الانتخابات الطلابية في جميع جامعات قطاع غزة على أساس قانون التمثيل النسبي الكامل.
وقال: إن حماس ترعى أجواء من الحرية الكاملة في غزة لعمل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح، مشيرًا إلى أن الأخيرة تمارس عملها السياسي والتنظيمي بكامل الحرية في قطاع غزة.
وأضاف: شباب فتح في الجامعات مناضلون مقاومون، ونتقاسم معهم الهمّ الوطني في الضفة الغربية.
وأكد العاروري أن حماس أسهمت في بناء الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وهي تزودها بالسلاح والمواقع وكل ما يلزم لتعزيز المقاومة في قطاع غزة.
ووصف العاروري الاعتقال السياسي بأنه معيب وطنيًا، مشددًا على أن كل من انتهك حقوق أبناء شعبنا سيحاكم بالقانون والعدالة.
زيارة مصر
وأشار نائب رئيس حركة حماس إلى الزيارة الأخيرة لمصر، مبينًا أنها جاءت في إطار استمرار المشاورات حول القضية الفلسطينية والمنطقة.
ونفى الحديث عن اتفاق هدنة، وقال: المصريون لم يعرضوا علينا خلال الزيارة الأخيرة للقاهرة اتفاق هدنة، وكل ما يشاع عن ذلك لا أساس له من الصحة.
وأضاف: الحديث عن مشاريع اقتصادية في غزة مقابل الهدنة سمعنا عنه في الإعلام، وتقف خلفه ربما جهات معادية.
وأكد القيادي الفلسطيني أن حماس لن تخرج من معادلة المقاومة مقابل أي مشاريع اقتصادية أو سياسية، وستبقى غزة في قلب المقاومة الفاعلة.
وأشار إلى أن زيارة الوفد الحكومي في غزة لمصر من أجل متابعة قضايا حكومية تفصيلية ولا علاقة لها بإشاعات هدنة طويلة.
لقاء الجهاد
ووصف العاروري لقاء قيادة حماس مع قيادة الجهاد في القاهرة بأنه مهم للغاية على صعيد توحيد رؤية المقاومة وضبط إيقاعها بما يخدم مصالح شعبنا.
وقال: اللقاء مع قيادة الجهاد الإسلامي في القاهرة ناجح، وحقق أهدافه، ونحن في خندق واحد.
الأسرى
وتطرق القيادي الأسير السابق إلى قضية الأسرى، مشيرًا إلى أن قصة الأسير المريض وليد دقة (معتقل منذ اكثر من 37 عامًا) نموذج على أن الاحتلال لا يتمتع بذرة من الأخلاق والإنسانية.
كما أشار إلى المعركة المرتقبة للأسرى الإداريين، منبهًا إلى أنهم إذا دخلوا في إضراب عن الطعام فحياتهم في خطر، وشعبنا سيتوحد في معركة خلفهم.
وقال: معركة الدفاع عن الأسرى الإداريين ستكون نهضة وطنية كبيرة لشعبنا.