القطناني والمصري..زرع الكتلة الإسلامية ينبت مقاومةً وشهادة

زفت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية أبنائها المقاومين المصري وقطناني اللذان استشهدا بعد قرابة شهر من ملاحقة قوات الاحتلال لهما بعد تنفيذهما عملية إطلاق نار قرب مفرق الحمرا في منطقة الأغوار.

وصباح اليوم تسللت وحدة خاصة من جيش الاحتلال إلى داخل البلدة القديمة، حيث استهدفت المقاومين أثناء تحصنهم في منزل الشهيد إبراهيم جبر الذي رافقهما خلال مطاردتهما وآواهما في منزله داخل البلدة القديمة.

وعلى مدار ساعة ونصف، واصلت قوات الاحتلال محاصرة المنزل واستهدافه، مستخدمة الأسلحة الثقيلة في قصفها، إضافة لطائرات الدرون التي كانت تلقي القنابل وتطلق الرصاص باتجاه المقاومين داخل المنزل، وفق شهود عيان. 

وتحصّن المقاومان "المصري و"قطناني" في منزل الشهيد إبراهيم جبر (45 عامًا)، الذي فتح منزله ليكون حضنًا لهما، رغم أنه مريض بالسرطان، حيث يعيش وحيدًا في منزله بعد وفاة والديه.

وعن حياة الشهيدين ذكر مقربون أن الشهيدان معاذ المصري (35 عامًا)، وحسن قطناني (35 عامًا) كبرا سويًا في مخيم عسكر شرقي نابلس، فكانا من روّاد المساجد، ونشطا في صفوف حركة "حماس" داخل المخيم، وتعرضا للاعتقال في سجون الاحتلال. 

وعُرف الشهيدان بطيب ودماثة أخلاقهما، وحبهما لمساعدة الآخرين والقيام بأعمال الخير، والمشاركة في تنظيم دورات تحفيظ القرآن في مساجد المخيم.

والشهيد "قطناني"، متزوج وأب لطفلين، وكان قد اعتقل في سجون الاحتلال لعامين ونصف، وخلال دراسته في جامعة النجاح الوطنية برز كناشط في صفوف الكتلة الإسلامية، وهو ابن عم الشهيد عثمان قطناني، الذي استشهد عام 2001 في استهداف قادة حركة حماس بنابلس جمال منصور وجمال سليم.

وهو شقيق زوجة حسام بدران الاسير المحرر في صفقة وفاء الاحرار والمبعد خارج فلسطين وعضو المكتب السياسي لحركة حماس.

أما الشهيد معاذ المصري، فكان من الناشطين في مساجد مخيم عسكر، وحافظ ومحفظ للقرآن الكريم، وهو متزوج، وخريج كلية الرياضة بجامعة النجاح الوطنية، وأحد أبناء الكتلة الإسلامية فيها.

أما الشهيد إبراهيم جبر (45 عامًا)، الذي آوى المقاومين "قطناني" "المصري"، وقدّم لهما المعونة رغم مرضه بالسرطان، فقد كان يعيش وحيدًا بعد وفاة والديه في منزله في البلدة القديمة، إلا أنه لم يتأخر عن تقديم المساعدة لرفيقيه.

واستطاع "المصري" و"قطناني" تجاوز ملاحقة الاحتلال لهما منذ قرابة شهر بعد تنفيذ العملية، رغم انكشاف هويتهما، وعثور الأجهزة الأمنية الفلسطينية على مركبتهما التي نفذا بها عملية إطلاق النار في أحد شوارع مدينة نابلس، وهو ما شكّل نجاحًا كبيرًا أمام المنظومة الأمنية الهائلة والمتطورة لقوات الاحتلال.

يُذكر أن عملية الأغوار وقعت صباح يوم السابع من أبريل/ نيسان الماضي على الشارع الاستيطاني 57 بالقرب من مفترق الحمرا شمال الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل 3 مستوطنات من مستوطنة إفرات في بيت لحم.

وشيّعت مدينة نابلس الشهداء بموكب مهيب جاب شوارع المدينة، انطلاقًا من مستشفى رفيديا الحكومي، باتجاه ميدان الشهداء حيث تمت الصلاة عليهم هناك، قبل الانطلاق لمنازل الشهداء لإلقاء نظرة الوداع عليهم ودفنهم في مقابر المدينة.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :