في ردها على قرار الجامعة بفصل تسعة من طلبتها أعلنت الكتلة الإسلامية في مؤتمر صحفي عقدته أمام مدخل الزوار بالحرم الجامعي القديم أحقيتها في اتخاذ جميع وسائل الاحتجاج والرفض السلمي، مؤكدةً أنها ستؤجل خطواتها التصعيدية، لتعطي بذلك فرصة لجهود الحوار والوساطات، وذلك بعد تدخل وساطات عديدة من شخصيات ومؤسسات وطنية ومجتمعية خلال الساعات الماضية، وفق ما جاء في بيانها.
وفي البيان أوضحت الكتلة أنه خلال الساعات القليلة الماضية تدخلت وساطات عديدة من شخصيات ومؤسسات وطنية ومجتمعية محترمة ومقدرة، وتواصلت مع أعضاء في مجلس أمناء الجامعة، وتمحور التواصل حول إعطاء مهلة للحوار والوساطات لرفع الظلم عن الطلبة.
وأضاف المتحدث باسم الكتلة في المؤتمر الصحفي: "إن التصعيد بالنسبة لنا لم يكن غاية ولا هدفا، بل وسيلة المضطر لرفع الظلم ونيل الحقوق".
وكانت إدارة الجامعة قد أصدرت يوم الخميس الماضي قرارات تتراوح بين الفصل والإنذار بحق 9 من طلبة الكتلة الإسلامية في الجامعة، على خلفية احتفالهم داخل حرم الجامعة، بانطلاقة حركة حماس التي تعد الكتلة الإسلامية ذراعها الطلابي في الجامعات.
وتراوحت القرارات بين الفصل لمدة فصل إلى فصلين دراسيين بحق 4 طلبة، كما أن 4 طلبة تلقوا إنذارات، أما القرار المتعلق بالطالب التاسع فبقي معلّق التنفيذ لكون صاحبه معتقل لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
الطالب عز الدين ريحان، تلقى قرارًا مكتوبًا بالفصل من الجامعة لمدة فصلين دراسيين، كما تم إبلاغه به باتصال هاتفي "بدعوى انتهاك قوانين الجامعة وتشويه سمعتها، دون الإشارة إلى أي قانون أو أي مادة على وجه التحديد".
واعتبر عز الدين ريحان قرار الجامعة "انتهاكًا للحق في التعليم الذي كفله القانون الفلسطيني، وانتهاكًا لأنظمة وقوانين الجامعة التي كلفت للطالب ممارسة نشاطه اللامنهجي"، مضيفًا أن مثل هذا القرار سيكون له تأثير على سمعة الجامعة على المستويات المحلية والدولية.
أما الطالب عماد البظ الذي وجهت له عقوبة الإنذار، فقد عبر عن رفضه بشكل قطعي تلك القرارات "غير القانونية"، وأضاف: "عوقب الطلبة على نشاط وطني لا يخالف قوانين الجامعة، فالأنشطة الوطنية داخل أروقة الجامعة هي جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني وإرثه النضالي الممتد منذ عشرات السنين، كما أن النشاط الذي اتخذته الجامعة ذريعة لفصل الطلبة ليس نشاطا جديدا ولا استثنائيا، وتنفذه أطر الحركة الطلابية المختلفة في الجامعة".
وتابع: "هذا يؤكد أن إدارة الجامعة تكيل بمكيالين تجاه الكتل الطلابية، وتحابي جهة على حساب الأخرى"، مشيرًا إلى أن إدارة الجامعة تواصلت مع بعض الطلبة المحسوبين على الكتلة الإسلامية، وأبلغتهم بقرارات الفصل، وتوجيه إنذارات لعدد آخر منهم، واصفا القرارات بـ"المستهجنة، والمجحفة ولا تمت للعدالة بصلة".
ويسعى الطلبة المفصولون حاليًا لطلب استئناف على قرار الجامعة، ومن المتوقع أن يصدر الرد خلال أسبوع واحد، مؤكدين أنه في حال رفض الاستئناف، وفشل جهود الوسطاء لاحتواء الأزمة، فإنهم سينظمون خطوات احتجاجية كبيرة، وسيلاحقون الجامعة قانونيًا وأكاديميًا.
ونهاية الأسبوع الماضي، عبّرت "الكتلة" في بيان لها عن رفضها بشكل قاطع لقرارات إدارة الجامعة، وقالت إنها جاءت "على خلفية وطنية وسياسية"، وشددت على أنها ستواجه "القرارات الظالمة" حتى إلغائها، مهما كلفها ذلك من ثمن.
ورأت أنّ فصل الطلبة على خلفية مشاركتهم في نشاطات وطنية مشروعة، خطوة مرفوضة ومستهجنة، ودعت إدارة جامعة النجاح ومجلس أمنائها للتراجع عن القرارات، خصوصًا وأنّ النشاط الذي اتخذته الجامعة ذريعة لفصل الطلبة ليس نشاطًا جديدًا ولا استثنائيًا، وتنفذه الأطر الطلابية المختلفة في الجامعة، عادةً.
وشاركها هذا الموقف الحراك الطلابي المستقل والموحد في جامعة النجاح الذي أصدر بيانًا هو الآخر، شدد فيه على أن "حقوق الطلاب وحريات الممارسات النقابية والوطنية داخل الجامعة خط أحمر يمنعُ لأيٍّ كان المساس بها".