قبل يومين وأمام جامعة بيرزيت التي فازت الكتلة الإسلامية فيها باكتساح، وقفت مركبة مدنية أمام مدخل الجامعة، وخلال دقائق بعد خروج مجموعةٍ من الطلبة ترجل من المركبة عددٌ من الشبان بملابس مدنية، اقترب أحدهم من الطالب قسام حمايل وأمسك بيده ليبعده عمن معه، تجمع بقية الشبان حول قسام الذي انتبه للمسدسات على خصورهم، وفي لحظاتٍ اقتادوه إلى سيارة مدنية، وغادروا المكان بسرعة.
اختطاف الطالب في جامعة بيرزيت وعضو مؤتمر مجلس الطلبة قسام حمايل تزامن مع تجاهل عمادة شؤون الطلبة للمطالب المتكررة بمحاولة التواصل مع الأجهزة الأمنية للإفراج عنه.
في جامعة النجاح تعتقل الأجهزة الأمنية الطالب في كلية الدراسات العليا علي تركمان منذ قرابة الأسبوع، وظهر الأمس مددت اعتقاله لأسبوعين آخرين، دون أن تسمح لعائلته بزيارته والاطمئنان عليه.
أما في جامعة البولتكنيك بمدينة الخليل فهناك حملةٌ من نوعٍ آخر تستهدف نشطاء الكتلة الإسلامية، حيث تم اعتقال الطلبة عبد الله حلايقة، وثائر عويضات وبهاء محاريق وإبراهيم نواجعة، بعضهم مضى على اعتقاله ما يناهز الأسبوع.
وفي جامعة القدس أبو ديس اختطفت الأجهزة الأمنية الطالب والأسير المحرر ثائر عوض من منزله في بلدة بيت امر .
بدورها استنكرت الكتلة الإسلامية حملة الاعتقالات بحق طلبة الجامعات ودعت للإفراج العاجل والفوري عنهم، كما نظمت الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بذلك، وكان من اللافت حضور ممثل الإدارة في جامعة البولتكنيك ودعوته للإفراج عن الطلبة المعتقلين، وهو ما يشي بأن رياح التغيير في جامعة النجاح ربما بدأت تهب على جامعاتٍ آخرى.
الجهات الحقوقية والإنسانية دعت أيضًا للإفراج عن المختطفين في سجون السلطة الفلسطينية، فهناك معتقلون يخضعون لتعذيبٍ شديد وشبحٍ متواصل، وآخرون محرومون من حقهم في المثول أمام المحاكم الفلسطينية.
وأيًا كان المبرر لدى أجهزة السلطة وراء اعتقال طلبة الجامعات والناشطين الفلسطينيين، فستبقى الحقيقة واضحة، وهي أن الأجهزة تمارس عملها المتوقع في خدمة الاحتلال، وترسيخ اعتداءاته على جمهور الطلبة ومجتمعاتهم.