من جديد تثبت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنها المتحكم في المشهد النقابي في جامعة الخليل، وذلك بعد أسبوعٍ حافلٍ بالأحداث والتضحيات الجسام.
فبعدما قامت إدارة الجامعة بإلغاء معرض الكتلة الإسلامية والذي كانت قد وافقت عليه مسبقاً، وبدون إبداء سبب مقنع، حيث أنها اختبأت خلف كورونا سببًا للإلغاء، وهو المبرر العبثي في ظل تجاوز سياسات التباعد الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني ككل، قام طلبة الجامعة بتنظيم اعتصامٍ عفوي على قرار الجامعة، رافضين القرار ومؤكدين على حق جميع الكتل الطلابية بتنظيم نشاطاتها دون حدود أو قيود.
في المقابل قام طلبة من المحسوبين على الشبيبة الطلابية برش الطلبة بغاز الفلفل الحار، غير عابئين حتى بوجود الطالبات في هذا الاعتصام.
أمام هذه الأفعال رفعت الكتلة بياناً إلى إدارة الجامعة تطالبها باتخاذ موقف عادلٍ وصريح، وتكلل البيان بجلسة حوار مع رئيس الجامعة نتج عنها الموافقة على إقامة المعرض هذا الأسبوع.
في اليوم التالي اختفى منسق الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل الطالب بهار النجار، ورغم محاولات العائلة التأكد من سلامته والبحث عنه لدى جهاز الأمن الوقائي وجهاز المخابرات إلا أن الجهازين نفيا اختطاف الطالب.
ليتأكد لاحقاً اختطافه من قبل جهاز مخابرات السلطة، وتسليمه للاحتلال بعد جلسات تحقيقٍ عند المخابرات، ليتضح أنه متواجد في سجن عوفر بعد توقيفه في عتصيون.
وهكذا تكتمل حلقة التنسيق الأمني، التي لا تهدف سوى لمحاربة الكتلة الإسلامية، وإيقافها من خدمة طلبتها، والتي تتوائم مع حملات أخرى في جامعات الضفة تبدؤوها السلطة ويختمها الاحتلال، تشدد السلطة الضغط، ويتولى ضابط الاحتلال التوجيه، تضرب أجهزة السلطة، وتعتقل قوات الاحتلال، هدفٌ واحد، أبعد ما يكون عن الوطنية والانتماء، عنوانه ضرب الكتلة الإسلامية، والكتلة من بعده تتسامى وتقف من جديد، لتثبت لهم أنها وجدت لتبقى.