جمال اسليم..الداعية الذي اختار دربه منذ البداية

بعد عشر سنواتٍ من النكبة ولد الشهيد المفكر جمال سليم، ليحيى على ألمٍ وجرحٍ لم يندمل بعد، كانت ولادته في مخيم عين بيت الماء في مدينة نابلس، هناك حيث عاش ذكريات النكبة وقصص اللجوء والتهجير.

أكمل الشهيد جمال دراسته الإبتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث، ثم تلقى تعليمه الثانوي في المدرسة الصلاحية الثانوية بنابلس، بعدها التحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية في عمان، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1982، ثم عاد إلى فلسطين ليعمل استاذاً في مدارسها، ومحاضراً في بعض جامعاتها، وإماماً وخطيباً في العديد من مدارسها..

خلال حياته عُرف جمال بهمته ونشاطه وصمته، فكان مبادراً لكل خير قليل الصخب والضجيج، عاملاً بصمت ودأب، وكان لجهده طيب الثمر، فشارك في العديد من لجان التوعية والإصلاح، وكان عضواً في لجنة المؤسسات الإسلامية والوطنية في مدينة نابلس، وشارك في تأسيس "لجنة التوعية الإسلامية" فيها وغدا أمين سرها، وشارك في تأسيس رابطة علماء فلسطين، كما شارك في اللجنة العليا للاحتفالات الوطنية والدينية في المحافظة، وفي تأسيس لجنة التنسيق الفصائلي.

إضافةً لهذا الجهد فإنه لم يتوان على الاستمرار في خطبه وإمامته للصلوات في المساجد، فبعد التحاقه بالصفوف الأولى لحركة حماس عام 1987، كان لخطبه في مساجد المدينة الدور الأكبر في استمالة الشباب نحو الالتزام، لذا اختير لاحقاً أميناً لسر لجنة التوعية الإسلامية، وعضواً في وفد الحوار بين حركتي فتح وحماس الذي جرى في القاهرة عام 1994.

خلال هذه الفترة كانت نشاطات جمال موضع اهتمام مخابرات جيش الاحتلال، فقامت باعتقاله مراتٍ عدة، حتى أنها حين أبعدت إلى مرج الزهور عام 1992، كانت قد اعتقلته لأكثر من 7 مرات، في محاولةٍ منها لإسكات صوته وتحجيم تأثيره على الشباب.

بعد العام 1994 قرر جمال إكمال دراسته العليا فالتحق بكلية الدراسات العليا ليكمل في مسار الشريعة الإسلامية،  بجامعة النجاح الوطنية، ولتحمل دراسته عنوان "أحكام الشهيد في الإسلام" وليحصل على درجة الماجستير عام 1996.

إبان انتفاضة الأقصى برز جمال بوصفه الصوت الهادئ والخطاب المؤثر، والأسلوب الوحدوي، لذا كان له دورٌ كبير في لجنة التنسيق الفصائلي في مدينة نابلس، كما تميز بخطبه وسرعة بديهته وبلاغته العالية التي مكنته من اكتساب القلوب، وتأليف الاتجاهات، وجمعها حول بوصلة المقاومة مهما كان الانتماء.

بتاريخ 31 تموز، ارتقى جمال شهيداً، بعد قصف طائرات الأباتشي الصهيونية المكتب الإعلامي لحركة حماس في مدينة نابلس، ليصحبه في شهادته كل من الشهيد جمال منصور، إضافة لخمسة آخرين من أبناء الدعوة الإسلامية ومجاهديها.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :