اليوم تعود علينا الذكرى التاسعة عشر لاستشهاد المجاهد القسامي وأحد طلاب الكتلة في جامعة النجاح الوطنية محمد هزاع الغول، والذي نفذ عمليته الاستشهادية في القدس المحتلة موقعا 22 قتيلا صهيونيا و74 جريحا.
سيرته
ولد الشهيد محمد هزاع الغول في مخيم الفارعة في طوباس المحتلة عام 1978، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس المخيم، وكان ترتيبه السادس في إخوته وأصغرهم.
عرف عن الشهيد التزامه الديني وأخلاقه الراقية في التعامل مع إخوانه، كما عرف بنشاطه في مجال العمل الإسلامي في منطقة طوباس منذ نعومة أظفاره، فهو ينحدر من عائلة ملتزمة بدينها.
تخرج عام 2001 من كلية الشريعة، ثم التحق بالسنة الأولى في كلية الدراسات العليا تخصص شريعة بجامعة النجاح الوطنية، إلا أن الشهيد لم يلفت انتباه أحد لنشاطه الدعوي والعسكري، فنشط كعضو في نادي الكلية، وعرفه الطلبة بالمتفاني في تقديم الخدمات لهم، وكان أميرا للكتلة الإسلامية في جامعته، وكان من أصدقائه الشهداء: كريم مفارجة، وهاشم النجار، وقيس عدوان.
موعده مع الشهادة
قبل يومين من تاريخ تنفيذ عمليته الاستشهادية في مدينة القدس يوم 18/6/2002، خرج وأبلغ عائلته أنه سيبيت في جامعة النجاح استعدادا للامتحانات النهائية، إلا أنه كان على موعد مع الشهادة.
((ما أجمل أن أكون الرد وتكون عظامي شظايا تفجر الأعداء، ليس حبا في القتل ولكن لنحيا كما يحيا الناس، فنحن لا نغني أغنية الموت بل نتلوا أناشيد الحياة، ونموت لتحيا الأجيال من بعدنا).
بعد هذه الكلمات المعبرة أقدم الشهيد البطل محمد هزاع الغول، الطالب بجامعة النجاح في نابلس، بافتتاح سلسلة الرد المقدس الذي أعلنته كتائب القسام ضد الصهاينة تحت شعار (استشهاديون بلا حدود وبلا جغرافيا).
فجر جسده الطاهر في حافلة للمستوطنين في مدينة القدس فقتل 22 صهيونيا وأصاب 74، ليرحل شهيدنا بعد محاولتين له لتنفيذ عمليتين استشهاديتين حالت الظروف دون تنفيذهما.