علاء حميدان.. صوت كتلة النجاح الصادح وشعلتها الهادرة

 

فجر كل جمعة كان علاء حميدان وابنيه ينطلقون للصلاة في أحد مساجد مدينة نابلس، كل مرةٍ مسجدٌ مختلف، وكل مرة حكايةُ مختلفة، وقيمةُ تربويةٍ مُثلى، وفجرٌ عظيمٌ آخر.

لاحقاً أضحى علاء حميدان يقود شباباً عائداً إلى المساجد، ومشواره التربوي الذي بدأه مع طفليه امتد ليغدو أشبه بنهضةٍ بشرية وشبابية كاملة، انطلقت من نابلس، وعبر شذاها سماء المدن الفلسطينية كافة، وأطلق عليها النشطاء مسمى "حملة الفجر العظيم"، وكانت إيذاناً بعودة روح التكافل الإجتماعي وإحياء المساجد وأدوارها التربوية، وأضحى من لم يرتبط قلبه بالمساجد معلق الروح بها.

هذه الحملة العفوية التي أضحت تحركاً شعبياً لاحقاً ليست إلا نموذجاً مصغراً لشخصية علاء حميدان، فهو المبادر الذي لا يهاب التهديد ولا الملاحقات، وهو الخطيب سريع البديهة صافي الذهن والفؤاد، وهو المتصدر الذي لا تخيفه النتائج ولا التداعيات، وهو اليوم أحد النجوم المضيئة في قائمة #القدس_موعدنا الانتخابية، حاملاً شعار : "حقوق الشباب ومطالبهم أولاً".

في الوقت ذاته يشكل حميدان خليطاً مميزاً من الصفات التي تلامس حاجات الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، فهو ابن عائلة فلسطينية مهجرة قطنت مخيم بلاطة الصمود، وتعود أصولها لبلدة مجدل يابا الصادق، وهو الأسير المحرر، والجريح والمعتقل السياسي السابق، والمعلم الذي حورب في رزقه وقوته، والطالب الذي وصل إلى منصة التخرج متأخراً بفعل الاعتقالات المتتالية، والمقاوم بالصوت والقلم، والمنتصر لهموم الشباب والساعي في قضايا النشئ.

أتم  شهادة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة النجاح الوطنية عام 2005، وبرز هناك كناشط في صفوف الكتلة الإسلامية، ومن ثم رئيساً لمجلس طلبتها ما بين 2001-2003، تميزت فترته بالأنشطة الإبداعية التي أضحت روتيناً متواصلاً بالنسبة لكتلة النجاح من بعده، وحتى عندما أنهى دوره كمسؤول لمجلس الطلبة فإنه لم يتوانى عن إكمال خدماته للطلبة، وبرز بصوته الصادح وقدرته الخطابية في الأنشطة والفعاليات والمسيرات معبراً عن حقبةٍ مضيئة في تاريخ كتلة النجاح.

أصيب برصاص الاحتلال أربع مرات، وتعرض للاعتقال في سجون الاحتلال لما يزيد عن الأربع سنوات واحتجز في سجون السلطة الفلسطينية لما يقارب الثلاثة سنوات، ولم تتوقف الاستدعاءات والاعتقالات بحقه وكانت آخرها إبان حملة الفجر العظيم.

 اعتقل حميدان أول مرة عام 1995 حيث خضع للتحقيق في سجن نابلس لمدة 45 يومًا ثمَّ حُوِّل للاعتقال الإداري لمدة أربعة شهور، ثمَّ توالت اعتقالاته لدى الاحتلال، ومنعه الاحتلال من السفر إلى الآن، كما اعتقلته أجهزة الأمن الفلسطينية أول مرة عام 1996، ثمَّ توالت اعتقالها له في مناسبات مختلفة تعرض فيها للتحقيق والتعذيب وقد أضرب عن الطعام اثناء اعتقاله أكثر من مرة.

في مسيرته الأكاديمية أنهى ماجستير الماجستير الدراسات الإقليمية والإسرائيلية من جامعة القدس أبو ديس عام 2017، ويقوم حالياً على إعداد رسالته في ماجستير تربية الموهوبين من جامعة النجاح الوطنية

أما على الصعيد المهني فقد عمل مديراً تنفيذياً في  شركة الثريا للإنتاج الفني والإعلامي في الفترة ما بين 2005-2007 .ثمَّ عمل مدرِّساً في مدارس بكالوريا الرواد الخاصة في مدينة نابلس منذ عام 2011، ومقدِّماً بارعاً لبرامج عدة في إذاعة القرآن الكريم في نابلس منها برنامج “فرامل الأخلاق” وهو برنامج يعنى بالقضايا الإجتماعبة .

طوال حياته عُرف علاء حميدان بالإخلاص و دماثة الخلق والتواضع وسعة الصدر وطيبة القلب وتفانيه  وسعيه في خدمة الناس، وفي الوقت ذاته لم يمنعه هذا السعي من الوقوف بصلابة أمام الأزمات، ومن التحدي والتمترس خلف إرادة قوية وهمة عالية، تجمع خلفها الخائفين والمترددين والمحبين الشغوفين على حدٍ سواء.  

مشاركة عبر :