محمد عطا النخبة..طالبٌ في جامعة القدس منذ عشرة أعوامٍ ويزيد..

في الثامن والعشرين من يناير 2021 اعتقلت قوات الاحتلال الطالب في جامعة القدس أبو ديس "محمد عطا" (النخبة)، هذا الاعتقال ليس الأول في حياة (النخبة) بل هو جزء من سلسلة طويلة أوقفت حياته الجامعية عن الاستمرار.

منذ ما يزيد عن عشر سنوات يقف الطالب محمد عطا على أبواب التخرج، تمنعه ملاحقات السلطة وأجهزتها الأمنية واعتقالات الاحتلال من الوصول إلى خاتمة الحلم، ليصبح اليوم مثالاً للطالب الذي يواصل السير في دروب الدعوة على حساب مستقبله الأكاديمي.

وتروي عائلة عطا عن أخلاقه أودابه وحنانه الجم على رحمه وأخواته ووالديه، حيث يتحدث أخوه عن طفولته التي نشأ فيها  محباً لدينه ووطنه لم يعرف نزوات الشباب وترهاتهم ، بل كان رجلا منذ طفولته ، وقف بجانب والديه دائما مساندا لهم في كافة شؤون الحياة ، حتى أنه حمل عنهما جزءاً من مسؤولية جديه المريضين فكان قائماً على خدمتهما ملبياً لحاجاتهما حتى في ظلمة الليل وعلى حساب راحته.

ولأنه كان رجلاً منذ نعومة أظفاره فقد كان له حراك بين الشباب بعيداً عن الأطفال، مما أدى لتعرضه لحادثٍ أليم حين وقعت طوبة على رأسه من الطابق الثالث ، لكن إرادة الله شاءت له أن يحيى ليكون نخبةٍ بين جيله وأقرانه.

خلال حياته الجامعية عُرف النخبة بنشاطه النقابي المميز وخدمته لإخوانه الطلبة، وسعيه في المطالبة بحقوقهم والدفاع عنهم، لذا كان دائماً رأس الحربة في أي هجومٍ على الكتلة الإسلامية بجامعة القدس، وأول من يقتنصه الاحتلال لاعتقالٍ أو تختطفه أجهزة السلطة بهدف التنكيل بأبناء الكتلة الإسلامية في الجامعة.

وعن سبب إطلاق لقب "النخبة" عليه يروي أصدقاؤه ورفقاؤه، أن شيوخه في المعتقل أطلقوا عليه هذا اللقب لما رأوه فيه من نخبة في  سلوكه وأخلاقه ، نخبة في صدقه وانتمائه ، نخبة في تضحياته ، نخبة في صبره وثباته .

وعن استمرار اعتقاله وملاحقته، يشير مقربون منه إلى أنه لم يمكث خمسة شهور متواصلة خارج السجن منذ 11 عاماً، فإن لم يكن معتقلاً عن الاحتلال فهو ملاحقٌ في سجون السلطة، وحتى حين ظن أنه على أعتاب التخرج وبعد تأديته لآخر امتحانٍ في حياته الجامعية، قام الاحتلال باعتقاله، وحرمانه من فرحة التخرج، رغم أن أجهزة السلطة كانت قد استدعته واحتجزته قبل شهرٍ واحد، إلا أن الاحتلال أصر أن يكون النخبة خريجاً مع وقف التنفيذ.

واليوم ما زال محمد عطا النخبة معتقلاً، ينتظر الفرج ليعود إلى صفحة الحياة من جديد، لعله يستطيع الآن دخول ميدان العمل بعد إنهائه لمتطلبات تخصص الصحافة والإعلام الذي درسه، أو لعله يستطيع أن يبدأ صفحة أخرى من الحياة من حيث توقف به الزمن حين تم اعتقاله.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :