رغم حالة التباعد الإجتماعي والحظر التي تم فرضها في الأراضي الفلسطينية خلال المدة الماضية، والتي شملت المدارس والجامعات، كان للكتل الإسلامية دورٌ رائد في استمرار التواصل مع طلبتها وجمهورها، وتقديم الجديد والمفيد دون الارتهان للظروف القاسية، أو الاختباء وراء الحجج والأعذار، لتسجل بذلك مزيداً من التألق والإبداع في صفحتها البيضاء، ولتؤكد رسالتها الأولى التي تسعى من خلالها لخدمة الطلبة أولاً وأخيراً.
من هذا المنطلق، كان لكتلة النجاح الإسلامية خلال الشهر الفضيل عددٌ من الحملات الالكترونية والأنشطة الدعوية الهادفة والممنهجة، والتي تواصلت من خلالها مع إخوانها الطلبة، وسعت لمدهم بالعون والمعلومة والفائدة، بدون تردد ولا تأخر، بل بتفانٍ وأسلوبٍ يتجاوز ما قدمته الكتل الأخرى، ويتفوق على كل منافس.
من بين هذه الأنشطة كانت الحملة الإلكترونية "من حياة الرسول" والتي امتدت على مدى 8 حلقات، تسلط الضوء على مواقف من حياته الكريمة، وتستعرض ردود فعله فيها، وكانت كذلك سلسلة "لعلهم يتضرعون" الإيمانية، من خلال 12 منشوراً تبرز أهمية الدعاء والتضرع في حياتنا، وحياة الصحابة والسلف الصالح، وما كان للدعاء من طيب أثرٍ وتخفيف ألمٍ عليهم.
وتزامناً مع شهر رمضان، نشرت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح سلسلة دعوية حملت عنوان "نسمات رمضانية" امتدت على مدار 17 يوماً، شارك فيها الكبير والصغير، من أطفال وشيوخ وطلبة وعلماء، مقدمين الفكرة والإبداع في مقاطع وفيديوهات حظيت بتفاعل ومشاركة الجمهور.
أما على صعيد المسابقات، فمنذ اليوم الأول لفرض الحظر الاجتماعي سعت الكتلة للترفيه عن طلبتها من خلال 7 مسابقات، قدمتها بشكل متزامن مع بقية أنشطتها، مثل مسابقة "في ظلال الصحابة"، "أقمار في السجون"، "القدس بنا ستحرر"، "شهداء الكتلة الإسلامية"، "القرى المهجرة" "ومنشن لصديق"، وشاركت كتلة الطالبات بمسابقة "من هي الصحابية؟".
من بين الفقرات الإيمانية كانت فقرة "فبهداهم اقتده" والتي امتدت لـ 12 حلقة، تضمنت قصصاً من حياة الصحابة ومواقفهم في الحل والحرب، إضافةً لفقرة "واقع آية" التي استعانت بتفاسير عطرة لآيات القرآن الكريم، تربط الآية بالواقع المحكي، وتعين على فهم جوانب أخرى في آيات القرآن الكريم، لم تكن لتظهر إلا للمتدبر المتأمل، كما طرحت الكتلة سلسلة "سنن منزلية" وعددها 8 لإحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم في منزله وبين أهله، وما يمكن للإنسان الإستفادة منه في ظل الحظر بإحياء هذه السنن وتطبيقها.
وقد تنوعت أنشطة الكتلة، فلم تقتصر على الجانب الدعوي والإيماني فحسب، بل برز الجانب الثقافي من خلال فقرات شاعر الكتلة الإسلامية، التي امتدت لسبع فقرات، حيا فيها شاعر الكتلة الإسلامية أقسام الجامعة وكلياتها، كلٌ منها وفقاً لبحره الشعري وتماوج إيقاعه وظرافة تعابيره، كما برز الجانب الإنساني من خلال إحياء ذكرى أسرى الجامعة، والتي امتدت على مدى 30 فقرة، تستعرض حياة الأسرى الطلبة الذين تجاوز بعضهم في معتقله العشر سنوات، فيما حُكم آخرون بالمؤبدات، وفي إطار هذه السلسلة كانت فقرات "لن يأسروا في الورد عطر الياسمين" والتي تناولت مقتطفات عن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الإحتلال وأوضاعهن الصعبة.
ومن الثقافة للتاريخ، فقد قدمت الكتلة سلسلة من تاريخ فلسطين، للإشارة لمحطات تاريخية في حياة الشعب الفلسطيني، أما عن المحاضرات المباشرة فقد قدمت الكتلة الإسلامية بالتعاون مع بقية الكتل في الجامعات الفلسطينية، 5 محاضرات متنوعة، تناولت تداعيات كورونا على الإقتصاد الفلسطيني، ومحاضرةً مع المفكر محمد العوضي، ومحاضرة قصص خلف الجدران، والجلسة الحوارية ولنا في الأقصى حياة، إضافةً لمحاضرات أخرى استضافت الأدباء والمفكرين وحظيت بمشاركة الطلبة واستقبلت أسئلتهم واستفساراتهم في ختامها.
وفي الوقت الذي مثل فيه شهر رمضان، موسماً للخمول والكسل بالنسبة للبعض، كان للكتلة الإسلامية في جامعة الشهداء رافعةً لعملٍ مجد، وطموح لا يهدأ وسعيٍ لا يكل، عنوانه خدمة الطلبة بأي شكل أو وسيلة، وتسخير التكنولوجيا للتواصل معهم ودعمهم نفسياً وتربوياً ودعوياً وأكاديمياً في ظل الحظر، لأجل ذلك كانت الكتلة وما زالت السباقة في الميدان، والنجمة في كبد السماء، والسراج في عتمة الطريق لهم.