بلال غانم..أسد جامعة القدس أبو ديس

 

قبل ست سنوات أقدم كل من الأسير بلال غانم والشهيد بهاء عليان على تنفيذ عملية بطولية في جبل المكبر بالمقدس،  تولى بلال إطلاق النار، فيما أقدم بهاء على طعن المحتلين، لتمثل هذه العملية لاحقاً إحدى شرارات انتفاضة القدس المباركة.

وإن كان بهاء قد استعد للشهادة كأنه استعد لعرسه، فإن بلال كذلك، بل إنه طلب من والدته أن تساعده في ارتداء ثيابه قائلاً لها: "أنا ذاهبٌ إلى عرس".

انطلق الزميلان إلى محطة الحافلات في جبل المكبر، وبعد قليل من صعودهما للباص 78 الممتلئ بالمستوطنين بدأ بلال بإطلاق النار تجاه المستوطنين، وهاجمهم بهاء بالسكين، ارتقى بهاء شهيداً، قبل أن يضمخ بلال بدماء جراحه، ويتم اعتقاله.

تلك كانت اللحظات الأخيرة لبلال في جبل المكبر، الحي الذي وُلد فيه، وأشرف على تحفيظ القرآن الكريم لأطفاله، لاحقاً من سجنه يقول بلال أنه امتنع عن قتل الأطفال وكبار السن من المستوطنين، لإيمانه أن المقاومة الفلسطينية تقوم على أسس دينية وحضارية.

هذا الفكر الناضج كان ممثلاً لبلال وبهاء أثناء دراستهما في جامعة القدس أبو ديس، فمن كلية الدعوة الإسلامية خرج بلال متحصناً بالكتاب والسن، ومن بين الكتب والأدب خرج بهاء ليحمل كل منهم لواء الدفاع عن مدينة القدس وأخلاق المقاومة.

في المحكمة، رفض بلال الوقوف للقاضي.. وعندما طلب منه القاضي ذلك، قال: “أنت وكل دولتك لا تستطيعون إجباري على الوقوف لكم”، وعلى إثر ذلك تم تأجيل النطق بالحكم.في الحادي عشر من تموز عام 2016، أصدرت محكمة الاحتلال المركزية عليه حُكمًا بالسجن المؤبد ثلاث مرات، إضافة لـ60 عاماً بتهمة عدم الوقوف للقاضي، ودفع تعويض مالي بقيمة 250 ألف شيقل لعائلة كل قتيل من المستوطنين، إضافة لدفع 150 ألف شيقل كتعويض لكل جريح، وتعويض سائق الحافلة بمبغ 100 ألف شيقل أيضًا، ليغدو مجموع الغرامة مليون و900 ألف شيكل.

اليوم تمضي الذكرى السادسة على رحيل بهاء وأسر بلال، أفرج الاحتلال عن جثمان بهاء بعد ما يزيد عن العام من اعتقاله، فيما ما زال بلال أسير الجسد الذي أثخنه الرصاص، لتستقر إحدى الرصاصات بجوار قلبه، لكنه مع ذلك طليق الروح، يستعد لإتمام دراسة الماجستير في العلوم الإسلامية، ويمارس الرياضة في أسره.

 

 

 

 

 

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :