الكتلة الإسلامية تنعى البروفيسور عبد الستار قاسم

 نعت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية البروفيسور الراحل عبد الستار قاسم الذي وافاه الله مساء أمسٍ الإثنين، في مشفى النجاح الجامعي، بعد أيامٍ من إصابته بفيروس كورونا.

وشكلت وفاة البروفيسور صدمةً للشارع الفلسطيني، خاصةً وأن رحيله يأتي في مرحلةٍ دقيقة يمثل قاسم فيها توافقاً وطنياً حول المستقبل الفلسطيني الخاص بالانتخابات، لا سيما وأنه من أشد المؤيدين للمقاومة، ومعروف عنه النزاهة وعدم الارتهان لمنظمات الـ NGOs، كما عاش حياته رافضاً لنهج المفاوضات منكراً أوسلو وتبعاتها، وله العديد من المؤلفات في مجال العلوم السياسية، تشرح أفكاره عن مشروعٍ وطني توافقي يقف على أسس المقاومة، ويحظى بتأييد الكل الفلسطيني.

وترجم الشارع الفلسطيني حزنه على الراحل من خلال الإشارة إلى مناقبه ومواقفه الصارمة والصادقة، فحيناً كان له قول: أنا الناطق باسم الحركة التي كان ينطق باسمها المبعدون حتى يعودوا من مرج الزهور، وحيناً آخر وقف يقول: لقمة العيش على أهميتها لا يجوز أن تكبلنا عن المقاومة والقتال من أجل حريتنا، كما عُرف عنه شجاعته في قول الحق، ومعارضته لنتائج أوسلو من اللحظة الأولى.

وكان البروفيسور الراحل قد انتقل إلى جوار ربه عن عمرٍ ناهز فيه السبعين عاماً، عمل خلاله محاضراً في عددٍ من الجامعات العربية والفلسطينية، من بينها الجامعة الأردنية، وجامعة القدس أبو ديس، وجامعة بيرزيت، وأنهى حياته الاكاديمية محاضراً في جامعة النجاح الوطنية، قبل أن يتقاعد عام 2013، ومثل أثناء عمله في جامعة النجاح الوطنية درعاً للحركة الطلابية الفلسطينية، لا سيما وأنه شارك بالكثير من المؤتمرات السياسية والندوات الثقافية التي تشرح الوضع الفلسطيني وتحلل متغيراته، وخاصةً تلك التي كانت تعقدها الكتلة الإسلامية بمشاركة المفكرين والمحللين.

ولأن حياته كانت حافلةً بمعارضة سلطة الحكم الذاتي فقد تعرض لاعتداءات مختلفة من قبل السلطة وأجهزتها، حيث تم منعه من السفر مراراً وتكراراً، كما تم اعتقاله، وإطلاق الرصاص عليه بهدف اغتياله لما يزيد عن الثلاث مرات، ناهيك عن إحراق سيارته، وفصله من العمل، ووضعه تحت الإقامة الجبرية وإقامة دعاوى قضائية ضده بتهم التحريض.

ولم يسلم قاسم من الاحتلال وكيده، فقد تم اعتقاله أثناء حرب غزة، كما مُنع من السفر، واعتقل لما يزيد عن الأربع مرات، وخضع للتحقيق في الزنازين، ودوهم منزل عائلته في مدينة نابلس، وفي مسقط رأسه بلدة دير الغصون، وتم منع كتبه من الطبع والتداول وقلمه من النشر في الصحف والجرائد حيناً من الدهر.

مشاركة عبر :