كريم مفارجة ابن جامعة النجاح الوطنية والمجاهد الذي لا يعرف المستحيل

لم يستطع كريم مفارجة إكمال دراسته والتخرج من كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، فقبل أن ينهي عامه الأخير كان على موعدٍ مع الشهادة، وهو الشاب الذي تمهل كثيراً قبل دخول الجامعة حتى استطاع أن يدخل أبوابها عام 1999، متأخراً عن أقرانه بعامين كاملين.

ولد الشهيد كريم نمر مفارجة في بلدة بيت لقيا غرب مدينة رام الله التحق بمدرسة قريته وأبدع فيها، واستحق شهادات التقدير بامتياز من كل معلميه، عُرف بهدوئه واتزانه الشديد، وبطاقته وسعيه الدؤوب في العمل الجهادي، حتى أنه انتخب عضواً في مجلس شورى كتلة النجاح الإسلامية في عامه الدراسي الأول في الجامعة، ثم انتخب عضوًا في مجلس الطلبة الذي كان تحت سيطرة الكتلة الإسلامية، وترأس اللجنة الاجتماعية، كما انضم لكتائب الشهيد عز الدين القسام في وقتٍ مبكر من حياته القصيرة، وعلى إثر نشاطه الطلابي تم اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية.

مرةً أخرى تم اعتقاله على يد السلطة الفلسطينية، وذلك بعد سلسلة عمليات جهادية أسفرت عن إيقاع خسائر في الأرواح والممتلكات في الجانب الصهيوني، تم تنفيذها دون الحاجة إلى وجود استشهادي، واستمر عمل كريم مفارجة في الخلية الجهادية حتى تاريخ 10/2/2000 عندما حدث انفجار مع المجاهدين نبيل خاطر واسيد صلاح من بلدة بروقين قرب سلفيت وهما عضوان في خليته العسكرية، حيث انفجرت العبوة أثناء إعدادها في أحد كروم الزيتون في البلدة ما أدى الى استشهاد المجاهد نبيل خاطر وبتر ساق المجاهد اسيد صلاح، وهنا انكشف عمل الخلية، حيث قامت أجهزة الأمن الفلسطينية باقتحام جامعة النجاح أكثر من مرة بحثًا عن المجاهدين كريم مفارجة والمطارد نشأت أبو جبارة، حيث تم اعتقالهما في حي رفيديا في نابلس ليكونا فريسة أقبية التحقيق في سجن جنيد العسكري ليمكث كريم بعدها عامًا ونصف في سجون السلطة إلى أن شاءت له الأقدار أن يطلق سراحه في بداية انتفاضة الأقصى، ثم بدأ مرحلة المطاردة من قبل الاحتلال وعملائه حتى استشهد.

في بداية عام 2002، ذات ليلٍ بارد، داهمت قوات الاحتلال إحدى البنايات في مدينة نابلس، وتسللت لداخلها، كان كريم حينها قد قام يتوضأ لصلاة قيام الليل واستعداداً لصلاة الفجر، استطاعت قوات الاحتلال مداهمته خلسةً حيث قاموا بذبحه في بانيو الحمام، ليكون مشهد اغتياله هو الأكثر قسوة من بين مشاهد اغتيال إخوانه "الشيخ يوسف السركجي"، "جاسر سمارو"، ونسيم أبو الروس، وليمثل استشهادهم نهايةً مفجعة لحقبةٍ قدمت بها كتائب القسام أروع أداءٍ قتالي وجهادي أثخن المحتل وأوجعه حتى اليوم.

مشاركة عبر :