أيمن حلاوة.. المهندس الثالث وابن جامعة بيرزيت

لم يتجاوز عمره السابعة والعشرين عاماً، حين اختتم حياةً حافلة بالمقاومة والجهاد والمطاردة والاعتقال، هو ذاك أيمن حلاوة، المهندس الثالث لكتائب الشهيد عز الدين القسام، والذي درس في الجامعة نفسها التي احتضنت العياش.

عام 1974 ولد أيمن  عدنان حلاوة في مدينة نابلس، لعائلة ملتزمة معروفةٍ بأخلاقها وعلاقتها الطيبة مع الآخرين، له من الأشقاء أربعة ومن الشقيقات واحدة، وهو الأكبر بين أشقائه.

تقول والدته عن مرحلة طفولته: "بدأ أيمن رغم صغر سنه بمساعدة والده بالعمل حيث كان يعمل والده في النجارة وبيع الأثاث وهناك تعلم فن النجارة وهو بالثالثة عشرة من عمره حيث أصبح والده يعتمد عليه بالعمل بالعطل المدرسية وبعد دوامة في المدرسة وبسبب انشغاله بالعمل مع أبيه أصبح بعيداً عن جو اللعب مع أصحابه، ربما لهذا السبب كان حازماً وجاداً، هادئاً وقليل الكلام، كما الكبار".

توفي والد أيمن عام 1996، تاركاً له عبء احتضان عائلته والسهر على راحتها، ورغم عبء المهام لم يتراجع المستوى العلمي المتقدم لأيمن، الذي كان حينها يدرس بكلية الهندسة الكهربائية بجامعة بيرزيت،  وخلال الدراسة لم يترك أيمن واجبه الأول تجاه وطنه، مما جعله موضع اهتمام ومراقبةٍ من قبل الاحتلال، فاعتقله الاحتلال قبل شهرٍ واحدٍ من تخرجه، وكان ذلك بالتحديد في  19/1/1998 وهو في طريقه لجامعة بيرزيت، وخلال الاعتقال اعتمد الاحتلال معه أساليب وحشية وقاسية لانتزاع المعلومات، مثل الشبح المتواصل، والحرمان من النوم، والضغط على مفاصله في محاولةٍ لكسرها، حتى أنه سقط مغشياً عليه أثناء التحقيق.

وتذكر والدته أنها حين رأته في المحكمة بالمرة الأولى بعد اعتقاله، بدا هزيلاً جداً وشاحباً، حتى أن نظره بدا ضعيفاً وكأنه لا يراها،

بعد الاعتقال الذي استمر لمدة 30 شهراً، تزوج أيمن بعد خروجه عام 2000، من ابنة عمه التي انتظرته طوال 33 شهراً، ولم يهنأ أيمن بحياته مع زوجته طويلاً، حيث أضحى مطارداً من قوات الاحتلال الصهيوني، التي واصلت ملاحقته واستهدافه، لا سيما بعد اصابته عام 2001، أثناء عمله في إعداد متفجرات يستهدف بها جنود الاحتلال.

ففي تاريخ 25\5\2001 بينما كان متواجداً  في شقة يعد العبوات وإذا بانفجار وقع خلال إعداده عبوه ناسفة أدت إلى إصابته بحروق نقل على أثرها إلى المستشفى ومن وقتها انكشف أمره، وعُرف انه المسؤول عن كل العمليات الاستشهادية التي تنفذها كتائب القسام فهرب من المستشفى، وأضحى مطارداً، وكان ذلك بعد قرابة الشهر من ميلاد ابنه عدنان، الذي أسماه على اسم والده الراحل.

خلال حياته الجهادية أشرف الشهيد على عددٍ من العمليات الاستشهادية، مثل عملية ملهى الدولفانيم بمدينة تل أبيب الذي نتج عنه مقتل أكثر من 20 مجنداً صهيونياً، إضافةً لهجمات أخرى أسفرت عما مجموعه أكثر من 40 قتيلاً في صفوف الاحتلال، و295 جريحاً.

وفي مساء يوم الاثنين، الثاني والعشرين من أكتوبر عام 2001، انفجرت السيارة التي كان يستقلها  أيمن أثناء سيره في منطقة جامعة النجاح في مدينة نابلس، واستشهد أيمن على الفور، صائماً مجاهداً مطارداً،  ليعلن الاحتلال لاحقاً أنه استطاع القضاء على مهندس كتائب الشهيد عز الدين القسام الثالث.

مشاركة عبر :