الذكرى السادسة عشرة لارتقاء باسم التكروري ابن جامعة بوليتكنك فلسطين

تمر بنا اليوم الذكرى السادسة عشرة لارتقاء باسم جمال التكروري، ابن جامعة بوليتكنك فلسطين، ليقدم روحه رخيصة لله ولفلسطين، فكان منفذ إحدى 3 عمليات بطولية في أقل من 11 ساعة، حيث نفذ عملية الباص 6 في التلة الفرنسية بالقدس، مخلفا 7 قتلى وعشرات الجرحى في صفوف المستوطنين.

سيرة بطل
ولد باسم جمال درويش التكروري في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بتاريخ 23/9/1984، وكان هادئاً يتميز بالغموض والسرية، متفوقاً شديد الثقة والاعتزاز بنفسه، حثيث الخطى إلى مسجد الرباط ومسجد الحرس، كثير الصلاة في جوف الليل، يصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع بالإضافة إلى الأيام البيض من كل شهر.

تفوق التكروري بدراسته الثانوية، والتحق بتخصص الهندسة الكهربائية، في جامعة بوليتكنك فلسطين، وكان دائماً يكثر من قول "اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء وارزقنا نصراً على الأعداء".

وعن ثقته بأن الله تعالى سيرزقه ما تمنى قال الأسير القسامي سامر الأطرش الذي رافق الشهيد قبل تنفيذ عمليته الاستشهادية، "عندما كانوا متواجدين في أحد المنازل طلب منه الشهيد باسم إبرة وخيط ومصحف وعندما أحضر ما طلبه أخرج من سلة كان يحملها حزاماً ناسفاً وأسلاكاً وجُعَب ملفوفة بالقماش، عندها قال لباسم لا تحركها حتى لا تهدم البيت على رؤوسنا، فرد عليه لا تخف سأحاول ترتيب الحزام وأخيط أطرافه، حتى يناسبني عند لبسه وكان يضحك ويبتسم، ويقول لا تقلق العملية ستنجح بإذن الله".

موعد شهادة
انطلق التكروري لعمليته بالتلة الفرنسية يوم الاحد 23/5/2003 وكان متخفياً بلباس مستوطن، ويرتدي عبوة ناسفة كبيرة الحجم، وانتظر ريثما جاءت حافلة مكونة من طابقين، وقد جلس في الطابق الأول في مقدمة الحافلة، وفجر نفسه بعد أن سارت الحافلة مسافة قصيرة.

تكتم العدو على خسائره الحقيقية لكنه اعترف بمقتل سبعة مستوطنين وإصابة العشرات، بعضهم بالغة الخطورة، وورد في التقارير العبرية عن العملية أن الحافلة ارتطمت بالشارع واحترقت كلياً وتطايرت إلى قطع، وهذا ما أثار الشك والريبة حول عدد القتلى والجرحى.

وبحسب تقديرات الاحتلال الأمنية، فإن التكروري قد اختار الوقت المناسب وهي الساعة السادسة، حيث تكون فترة تبادل الأدوار بين دورياتهم، واختار المكان المناسب وهي التلة الفرنسية التي شهدت العديد من العمليات الاستشهادية والتي نجح فيها المجاهدين في الوصول إلى أهدافهم بدقة.

أسير يروي
وعن اللحظات الأخيرة للشهيد التكروري قبيل استشهاده، قال الأسير سامر الأطرش عنه والذي اوصله لمكان العملية، "كلما اقتربنا كانت معنوياته ترتفع وابتسامته لا تفارقه في تلك اللحظة قلت له: "بتشفعلي يوم القيامة"، ابتسم قائلاً : "إذا كان في مجال بشفعلك القائمة طويلة والأهل والأحباب كثر بس إن شاء الله بشفعلكوا كلكو"، وضع يدي بيده مودعاً، والجرأة تبدو في وجهه قلت له: "دير بالك على حالك"، ضحك وقال: "..أنا رايح أفجر حالي شقف، وبتقلي دير بالك ع حالك"، قلت له: "شو أقلك" قال: "قل لي سلم على النبي والشهداء والصالحين، فأنا ذاهبٌ للقائهم".

3 عمليات خلال ساعات
وعشية لقاء مرتقب بين عباس وشارون، الذي وصفه المستوطنون بعد العمليات باللقاء العبثي عديم الفائدة، وقبل أن تندمل جراح الاحتلال بمنطقة التلة الفرنسية، وقعت عملية استشهادية ثانية نفذها الاستشهادي القسامي مجاهد الجعبري قرب حي "النبي يعقوب" بالقدس، زعم العدو عدم وقوع إصابات فيها.

فيما نفذ الاستشهادي القسامي فؤاد القواسمي عملية ثالثة في مثلث غروس في البلدة القديمة في الخليل حيث تمكن من قتل اثنين من المستوطنين، وبذلك تكون وقعت العمليات الثلاث في أقل من 11 ساعة.

مشاركة عبر :