طارق دوفش.. ابن جامعة البوليتكنيك الذي أرعب المحتل

عام 1982 ولد الشهيد طارق رسمي دوفش، في مدينة خليل الرحمن، ومنذ صغره تميز طارق بأخلاقه وأدبه، كما تميز بتفوقه في دروسه، وتشهد له بذلك مدارس مدينة الخليل ومن ضمنها المدرسة الشرعية للبنين، ولد طارق لأسرةٍ ملتزمة، تعمل والدته معلمةً في المدرسة الشرعية للبنات، فيما يعمل والده فوتوغرافيًا ويملك استديو خاص به.

لا تختلف سمات طارق عن غيره من شهداء الدعوة الإسلامية، فهو ملتزم بالمساجد منذ نعومة أظفاره، حيث تروي والدته أنه كان يذهب للمسجد منذ كان يبلغ من العمر أربع سنوات، بل إنه كان يصلي أكثر من الفرض، وحين سُئل عن ذلك أجاب بأنه: "يقضي ما فاته من الصلاة" ويقصد بذلك الأربع سنوات السابقة، تميز طارق أيضاً بنشاطه وحركته، وسعيه لخدمة إخوانه ونصرة الدعوة الإسلامية، ومما ترويه عنه والدته هو جّده في العمل، وسرعته في الأداء، وانصرافه عن مباهج الحياة ولذاتها مثل الطعام، حتى أنه استشهد وهو صائم.

هذه الخصال الطيبة دفعت طارق للالتحاق مبكراً بركب الدعوة الإسلامية، فالتحق بحركة حماس، ومن ثم برز عضواً في مجلس اتحاد الطلبة بجامعة البولتكنيك في الخليل، واستمر في خدمته لدعوته حتى انتمى لكتائب الشهيد عز الدين القسام، مجموعة الشهيد عباس العويوي.

في سنته الجامعية الثانية، بتخصص هندسة الأتمتة الصناعية في البولتكنيك، كان درب طارق قد أضحى واضحاً بالنسبة له، ففي تاريخ 27/4/2002، قررت مجموعته الاستشهادية تلقين العدو الصهيوني درساً قاسياً لإقدامه على اغتيال الشهيد الضرير أكرم الأطرش، قائد كتائب القسام في جنوب الضفة الغربية، والشهيد مروان زلوم قائد كتائب شهداء الأقصى في مدينة الخليل.

وكان الهدف مغتصبة أدورا، التي بنيت على أراضٍ مصادرة من بلدة تفوح والظاهرية ودورا، فجر ذلك اليوم دخل طارق دوفش للمستوطنه، برفقة اثنين من مجموعته الاستشهادية، وتنقل الثلاثة بين بيوت المستوطنين، فقتلوا خمسة وأصابوا ثلاثة عشر، ثم قامت طائرات العدو بمحاصرة المجموعة، فأصر طارق على الثبات حتى الشهادة، ورفض الإنسحاب، مفضلاً التغطية على إخوانه، قائلاً لهم: لم آت إلى المغتصبة  كي أعود إلى بيتي إنها الشهادة وظل يطلق النار حتى استشهد .

في أعقاب تلك العملية اجتاح الإحتلال مدينة الخليل، وأمعن في أهلها إذلالاً وقتلاً وتخريباً، فأصيب أكثر من 100 وأعتقل أكثر من 300، وكان ذلك رد فعلٍ منه على عملية دوفش المزلزلة.

تقول والدة طارق: كثيراً ما طلب طارق الشهادة، لكني لم أتوقعها له، فقد كان مرهف الحس، لا عهد له بحمل السلاح ولا خبرة، وكلما ألح عليها بأن تسأل الله أن يرزقه الشهادة كانت تشير إلى رقته وأنه لم يصل العزيمة الكافية التي تؤهله لهذا الإقدام، لكنها في النهاية قالت له: سأطلب لك الشهادة يا طارق اذا كانت لديك القدرة على قتل يهود بعدد علاماتك المدرسية التي تجاوزت الألف علامة في جميع المواد فقال هذا الرقم كبير جدا يا أمي ولكن ما دام لدي القدرة والاستعداد لقتلهم لماذا لا افعل ولماذا لا تطلبين لي الشهادة.. وهذا ما كان.

مشاركة عبر :