طالبات الكتلة الإسلامية في جامعات فلسطين.. دورٌ ريادي وعمل واعد

أكد قادة العمل الطلابي في الكتلة الإسلامية أن دور الطالبات في الكتلة منذ مرحلة التأسيس كان مركزيًا، ولم يقتصر دورهن على القيام بأنشطة مساعدة أو تكميلية، وإنما كان يصل إلى العمق وإلى المستويات القيادية. وكما أنه هناك أمير للكتلة، هناك أيضًا أميرة مسؤولة عن الفتيات.


وكانت الفتاة تشارك في الانتخابات الداخلية لاختيار ممثلي الكتلة لانتخابات مجلس الطلبة، أو لاختيار قيادة الكتلة. ولم تضع الكتلة أبدًا في مرحلة تأسيسها أية حواجز تحول دون مشاركة فتيات لا يرتدين اللباس الشرعي في أنشطة الكتلة.


ففي جامعة بيرزيت، ومنذ المرة الأولى التي سيطرت فيها الكتلة على المجلس، تم اشراك طالبتين في المجلس الذي بلغ عدد أعضائه 11 عضوًا ليسوا جميعهم من الكتلة الإسلامية. وفي جامعة القدس تشارك الطالبات في المجالس الموحدة التي ترأستها الكتلة الإسلامية بالعدد نفسه، كما شاركت طالبتان في أول انتخابات لمجلس الطلبة في جامعة الخليل عن الكتلة، وفي جامعة النجاح يتم تأسيس لجنة الطالبات في المجلس الذي تترأسه الكتلة.


إذًا هناك مشاركة عالية لطالبات الكتلة الإسلامية في نشاطات الكتلة في الجامعات الفلسطينية، والتي لم تأت من خلال ضغوط المؤسسات النسوية أو غيرها من مؤسسات حقوق المرأة، بل جاءت نتيجة وعي الكتلة بدور المرأة وفكرها المتميز عن غيرها من الحركات الطلابية، وفي ظل الاستهداف الأمني المتكرر لشباب الكتلة كان لزامًا على الطالبات، أن يعملن على سد الفراغ الذي يتركهُ غياب الطلاب، فكن يقمن بالعمل الموكل لهن والعمل الذي يقع على عاتق الشباب، وسهل هذا أن الطالبات أكثر عددًا، إضافة إلى أن وضع الطالبة أسهل في العمل من الشبان في الجامعة، لكن هذا لا ينفي تعرضهن لحملة اعتقالات وتهديد لهن ولعائلاتهن في حال داومن على عملهن النقابي في الجامعة.


لقد مرت الجامعات في فلسطين بمرحلة تحول جذرية وواضحة بحيث أصبحت الغالبية العظمى لطلابها هم من الفتيات، وهذا أوجب على الكتلة أن تعيد حساباتها وتنظم قوائمها وتجعل للطالبات حصة واضحة من العمل الطلابي كما وجعلتها تقود بعض اللجان الرئيسية فيها، لأنه لا يعقل أن تقود الأقلية الأغلبية، ولا يعقل أن تهمش الأغلبية ولا يكون لها دور واضح وفاعل.


ومن الجدير بالذكر أن الأهل والعائلات الفلسطينية لها دور كبير في نجاح الطالبات في العمل النقابي في الجامعات، فبعد أن كانت لا تتقبل الكثير من العائلات انخراط بناتها في الأعمال النقابية والسياسية لرؤيتها أن الفتاة دورها ينحصر على الدراسة وأن الأعمال الأخرى هي منوظة بالشباب فقط، كما كانت تخشى على بناتها التعرض للاعتقال من قبل الاحتلال أو أجهزة السلطة، خاصة إن كانت اختارت العمل مع الكتلة الإسلامية. أصبح الأهل يتقبلون وجود بناتهم في مضمار العمل الطلابي وأصبحوا يقدمون لهن الداعم لتنجح وتزدهر في هذا المجال. 


تجربة المرأة في جامعة بيرزيت هي مثال يحتذى به ، حيث الطالبات أحد أهم ركائز العمل الطلابي ولسن جزء بسيط منه، وأثبتت هذه التجربة أن الفتاة الفلسطينية يمكن أن تكون جزء من العمل الطلابي مع المحافظة على أخلاقها والتزامها. ومثال ذلك، الطالبة شذى ماجد حسن والتي عملت رئيسة لمؤتمر مجلس الطلبة داخل الجامعة، وهي الآن داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي لما يقارب الثلاثة أشهر.

مشاركة عبر :