الكتلة الإسلامية.. تاريخ من الإبداع والعطاء

مثلت الكتلة الإسلامية الحاضنة لطلاب فلسطين في الضفة وغزة، التي صقلت شخصياتهم وأمدتها بالوعي الثقافي والديني والوطني والسياسي والاجتماعي، واستطاعت أن ترفد شعبنا بقادة كبار للحركة الوطنية وميادين العمل السياسي والعسكري والاجتماعي، وقدمت استشهاديين أبرار، جادوا بأرواحهم وكان لهم الأثر العظيم في تاريخ شعبنا ومقاومته ضد الاحتلال.

كان انطلاق الكتلة الإسلامية داخل فلسطين مع بواكير انشاء الجامعات الفلسطينية، وتحديدا عام 1978 بعد ستة أعوام من انشاء جامعة بيرزيت، وما لبثت الكتلة أن تقدمت الصفوف وتصدرت مجالس الطلبة في معظم الجامعات والمعاهد الفلسطينية منذ بداية العقد التاسع من القرن المنصرم.

كان للحركة الطلابية الإسلامية أثر كبير في العمل العام والساحة النقابية والسياسية والثقافية في الضفة وغزة، وبدت فاعليتها في التنمية الاجتماعية والسياسية للطالب الجامعي.

وبرزت الكتلة الإسلامية من خلال دورها الفعال في صلب انتفاضات شعبنا المتوالية ضد الاحتلال، وخاصة في انتفاضة الأقصى، التي قدمت خلالها قادتها شهداء وأسرى.

ولعل انتفاضة القدس وما تلاها من أحداث أكدت فاعلية الكتلة على حشد الجماهير وشباب فلسطين في اطار العمل الوطني المقاوم، حيث قادت الكتلة الإسلامية وبمشاركة الحركات الطلابية الأخرى الانطلاقة والمشاركة الشبابية خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في مختلف نقاط التماس.

شهداء على درب المقاومة والجهاد..


لعل أبرز القادة الذين خرجتهم جامعات فلسطين هو الشهيد يحيى عياش، الذي ارتبط اسم جامعة بيرزيت باسمه فأصبحت تعرف حتى لدى أبناء الحركات الوطنية الأخرى بأنها جامعة "العياش"، كيف لا وقد أحدث المهندس طفرة نادرة في تاريخ مقاومة شعبنا وأرق الاحتلال وشكل الصدمات تلو الأخرى لدى قادة الاحتلال ومجتمعه.


وعرفت الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة على وجه الخصوص بثلة من القادة المؤسسين، كجمال منصور في النجاح، وصلاح دروزة في القدس، وكمال الخطيب في الخليل، لتتوالى القيادات تلو الأخرى، ليحملوا راية العلم والمقاومة والإبداع.

على الدرب رغم الملاحقة والاعتقال


ومرت الكتلة الإسلامية خلال تاريخ عملها النقابي والمقاوم في محطات كثيرة، أبرزها تلك الملاحقات والمضايقات التي تعرضت لها من القريب والبعيد، فما ثناها ذلك عن مواصلة الدرب والسير على ذات الشوكة.

ولم تستثني اعتقالات الاحتلال أحدا من أبناء الكتلة وبناتها الفاعلين في الميدان، وقد أعلنها تنظيما محظورا، كما لم ترتفع سطوة الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن أولئك المدافعين عن حقوق الطلبة وحريتهم.

وخلال العاميين الماضيين نفذت أجهزة السلطة أكثر من 620 انتهاكا بحق طلبة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة، كان آخرها تلك الحملة المسعورة ضد طلبة جامعتي الخليل وبيرزيت.

ورغم ما تتعرض له الكتلة من ملاحقة مستمرة، كلفتها آلاف الأسرى وعشرات الشهداء، إلا أن بذرتها الطيبة تنبت باستمرار، فجذورها راسخة، وفروعها في السماء، تنير الطريق لأولئك الماضيين في درب العز والفخار يحملون شعار الحرية والمقاومة والإبداع.

مشاركة عبر :