همام عبد الحق.. ابن النجاح الذي سعى للشهادة حتى رُزقها

واحد وعشرون عاماً تمر على استشهاد ابن عائلة عبد الحق، الشهيد الطالب في جامع النجاح الوطنية هُمام عبد الحق، الذي كان الثامن بين سبعة طلابٍ زفتهم جامعة النجاح مع بداية الإنتفاضة الثانية، وهم زكريا الكيلاني، جهاد العالول، محمود المدني، هاشم النجار، حامد أبو حجلة، جمال ناصر، مهند مصطفى بكر.


بعد استشهاد همام بشهرٍ فقط، التحق به أخوه ورفيق دربه فراس عبد الحق، لتعايش العائلة مصاب فقد فلذة أكبادها مضاعفًا.


ومما تذكره عائلة الشهيد، فهو قد ولد بتاريخ 30/9/1982 ، في مدينة نابلس، وليكون ترتيبه السادس من بين أشقائه وليتشبع من أحضان عائلته حب الدعوة وارتياد المساجد.


أحب قلب هُمام الصغير ريادة المساجد مبكراً، فكان من أبرز براعم مسجده خالد بن الوليد في الجبل الشمالي الواقع قرب منزله هناك، حيث كان يمضي أغلب لحظاته وساعاته فيه حافظا للقران ومحفظا له ونشيطا في العمل الدعوي وخادما للصغار والكبار.


بعد أن تخرج الشهيد هُمام عبد الحق من الثانوية العامة توجه نحو جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس ليكون أحد فرسانها الجدد بكلية المجتمع في العام الدراسي (1999/2000)، ليجد نفسه هناك في بيئة محفزة على العمل الدعوي والطلابي، ولينخرط في صفوف الكتلة الإسلامية وليصبح ناشطا من نشطائها، برفقة صديقة الاستشهادي جمال الناصر، وقد كان رحمه الله من الناشطين العاملين المضحين في صفوف الكتلة الاسلامية، حتى أضحى أيقونة في العمل النشيط والمبادرة الفردية، وكان رحمه من الناشطين في العمل الوطني فقد شارك في الكثير من المظاهرات والمسيرات كان من ابرزها مسيرة الشهيد صلاح الدين دروزة وكان من اوائل من حضر الى موقع الاغتيال وقد شارك اجهزة الاسعاف في جمع اشلاء المجاهد ابو النور القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، وعندما قامت القوات الصهيونية بقصف السجن الذي كان يعتقل فيه المجاهد القسامي محمود أبو هنود كان همام رحمه الله من اوائل من ذهب لانقاذ المعتقلين من اسفل الردم، وكان في اليوم التالي من أوائل المشاركين في مسيرة التشييع.


ورغم حب المجاهد هُمام عبد الحق للشهادة صغيراً إلا أنه وبانتظامه في صفوف جامعة النجاح تعرف على الكثير من الشبان المميزين الذي كان لهم فيما بعد شرف الاستشهاد والاعتقال مما زاد من ولعه في نيل الشهادة في سبيل الله، ولم يتوانى ولم يتردد عن المشاركة في أي مناسبة أو فعالية كانت تدعو لها حركة المقاومة الإسلامية حماس أو الكتلة الإسلامية في الجامعة فقد كان السباق ليلبي أي نداء يلبي شغفه وتعلقه وانتمائه الوطني.


وفي تاريخ 19/5/2001 لم يتردد عبد الحق عن تلبية نداء وجهته حركة المقاومة الإسلامية حماس لأبنائها للمشاركة في أحد المسيرات ضد قوات الاحتلال ردا على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ليكن عبد الحق في مقدمة المشاركين.


وكانت هذه المشاركة بمثابة الخاتمة الطيبة لحياته، حيث أصيب برصاصة قاتلة أسفل عينه أدت إلى استشهاده على الفور، ليشيّع محمولا على الأكتاف وسط صيحات التمجيد والمطالبة بالثأر.

مشاركة عبر :