الشهيد صلاح الدين دروزة.. أمير جامعة القدس أبو ديس الأول..وعنوان التحدي فيها

عاماً إثر عامٍ تمرُ على غياب القائد القسامي صلاح الدين نور الدين دروزة، طلب الشهادة بصدق فأتاه الله إياها بأجمل صدق، نالها بكل كينونته، ونالته بأبهى الصور، ليترك استشهاده علامةً فارقةً في تاريخ الجناح العسكري لحركة حماس، حتى يومنا هذا.

ولد صلاح الدين عام 1966، في مدينة نابلس، وبدأ رحلته مع المقاومة في سنٍ مبكرة، لاسيما وأن عائلته عرفت بصلاحها والتزامها، فوالده الشيخ نور الدين دروزة أحد وجوه ودعاة الإصلاح في المدينة، وكثيراً ما كان يصطحب أبنائه زرافات ووحدانا لمساجد المدينة، حتى ألفوا المساجد وألفتهم.

درس صلاح الدين في مدارس مدينة نابلس، وشاءت الأقدار أن يكون تسجيله الجامعي في جامعة القدس أبو ديس، لدراسة تخصص الأحياء، حينها أثمرت تربية صلاح الدين جهداً مباركاً وكان له اليد اليمنى في تأسيس الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس، حتى عُرف عنه بأنه "الأمير الأول لها".

في سني دراسة صلاح بجامعة القدس عُرف عنه سعيه لخدمة إخوانه، وعناده الشديد وتصلبه لصالح الدعوة واستمراريتها، وتحديه للصعاب مهما كلفه ذلك من مشقة وملاحقات، وفي ذات الوقت كان مميزاً في كسب القلوب والأفئدة، وجمع الرأي وإسداء النصح بكل رفقٍ ولين.

في عام 1989 كان الاعتقال الأول لصلاح الدين، الذي لم يكن الأخير، بل واكبته سلسلة اعتقالات كان من بينها ابعاده إلى مرج الزهور مع إخوانه المجاهدين، حينها كان صلاح متزوجاً وله من الذرية ولدان.

مما عُرف عن صلاح إبان انتفاضة الحجارة، هو أن الدعوة والجهاد كانت أولويته الأولى، وهمه الأساسي، فبينما كان الناس يسارعون لشراء طعامهم وحاجياتهم في سويعات فتح منع التجوال، كان هو يسارع لطباعة بيانات حركة حماس وتوزيعها شخصياً وبيده على الناس، مقدماً حاجةً نفسه وأهله، وأمنه الشخصي، على أهداف الدعوة ورؤيتها.

لاحقاً تم اعتقاله إبان اتفاقية أوسلو، واتهامه بمشاركته في الخلية القسامية التي اختطفت الجندي نحشون فاكسمان، وأطلق سراحه بعد 27 شهراً من الإعتقال، ورغم سلسلة التعذيب والإضطهاد النفسي والبدني إلا أن صلاح خرج بعزيمة أشد، وبهمة تكسر الجبال، تتحدى زبانية أوسلو، وترسخ لموسم جديدٍ من مواسم المقاومة.

نتيجةً لإصرار صلاح الدين على نهجه المقاوم، قامت الأجهزة الأمنية باعتقاله مراتٍ عدة، حتى جاءت انتفاضة الأقصى لتضع حداً لعمليات الاعتقال من قبل السلطة، لكنها دفعت لبدء مرحلةٍ جديدة من المطاردة.

خلال انتفاضة الأقصى عمل صلاح الدين في لجنة التنسيق الفصائلي، ممثلاً لحركته الغراء، كما كان في أرض الميدان رجل الموقف والفعل، فحشد الصفوف، وأحيا العمل العسكري، وأشرف على عدة عمليات استهدفت العمق الصهيوني، ليكون قائد جناح القسام العسكري في منطقة نابلس وما حولها.

وإبان اشتداد انتفاضة الأقصى، سعت قوات الإحتلال لإقصاء السواعد الصامدة في حركة حماس عن ميدانها، فاستهدفت عدداً من قادتها، وكان من بينهم الشهيد القائد صلاح الدين دروزة، الذي انتقل إلى رحاب ربه عصر الخامس والعشرين من تموز 2001، بعد أن قصفت طائرات الأباتشي سيارته بخمس صواريخ، تركته أشلاءً فيما ظل أريج عطره عابقاً في المكان، مذكراً بعظمة الشهادة وإخلاص الساعين لها.

 

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :