الأسير عبد الرحمن حمدان..الحاضر الغائب في حفل خريجي بيرزيت

في الخامس والعشرين من فبراير عام 2020 اعتقل الاحتلال الطالب في جامعة بيرزيت عبد الرحمن حمدان، وذلك بعد ثمانية سنوات قضاها في جامعة بيرزيت منتظراً لحظة التخرج، ومنتقلاً من تخصص إلى آخر، محاولاً السعي للحصول على شهادته الجامعية مهما كانت التضحيات.

وقبل أيامٍ فقط من الإفراج عنه، بعد الحكم الإداري عليه لمرتين، قام الاحتلال في تاريخ السابع عشر من فبراير بتمديد اعتقاله مرةً أخرى، ليحرمه من فرحة التخرج، ولتشارك والدته بدلاً منه في الحفل ويحمل أصدقاؤه صوره لتأكيد تواجده قلبياً بينهم حتى وإن غُيب في سجون الاحتلال.

وكان الطالب حمدان قد اعتقل لأكثر من أربع مراتٍ لدى الاحتلال، بما بمجموعه أربع سنواتٍ ونيف، وثمان اعتقالات لدى السلطة، خرج من بعدها مصاباً بمشاكل صحية بعموده الفقري نتيجة التعذيب الشديد.

ومنذ عام 2014 يتعرض الشاب حمدان لحملات الاعتقال المستمرة والمتبادلة، الأمر الذي اضطره للانتقال من قسم الهندسة الكهربائية إلى قسم التجارة، ليتاح له استكمال دراسته بشكلٍ سلس خاصةً وأن تخصص الهندسة بحاجة لمتابعة دائمة للمساقات، وأن الاعتقالات المتتالية تؤثر على أدائه الجامعي، فكانت التجارة خياره ليستطيع إنهاء دراسته الجامعية بعدما ناهز السابعة والعشرين من العمر.

وكانت أجهزة السلطة قد فتحت جحيم الاعتقالات على عبد الرحمن باعتقال مخابراتها له في شهر تموز  من عام 2014  لما يزيد عن شهر، وأفُرج عنه بعد ذلك ليعتقله الوقائي كذلك في شهر أكتوبر لأكثر من شهر، وما أن أفرج عنه حتى عاد واعتقله في شهر ديسمبر من ذات العام لما يزيد عن أسبوعين.

ومن ثم جاء دور الاحتلال ليزج به في سجونه، حيث اعتقله في شهر أيار عام 2015 ليقضي حكمًا بالسجن 12 شهرًا، وأفرج عنه الاحتلال ليعود بعدها ويعتقله إداريًا أربعة شهور بتاريخ في ديسمبر عام 2016، وما أن أفرج عنه حتى أعاد اعتقاله في تموز من العام 2017 قضى خلالها ثمانية أشهر في سجونه.

ومن ثم تابعت مخابرات السلطة دورها فاعتقلته في سبتمبر 2018 لأكثر من شهر، لينتهي به المطاف بعدها بأشهر قليلة معتقلًا إداريا لمدة أربعة أشهر في سجون الاحتلال في مارس 2019، ثم اعتقلته مخابرات السلطة خلال شهر نوفمبر 2019، وتعرض خلال ذلك الاعتقال لكسر في يده وتعذيب وحشي لمدة خمسة أيام.

وها هو الآن  وللمرة الرابعة معتقلا لدى الاحتلال، تنقل خلال اعتقاله بين مراكز التحقيق والاعتقال، وتعرض للتأجيل في المحاكم والحرمان من الزيارة،  وانتظر منذ الخامس والعشرين من فبراير 2020 ليتاح له المشاركة في حفل التخرج، لكن الاحتلال يأبى أن يمنحه الفرحة، ويترك غيابه غصةً في قلب عائلته وأصدقائه.

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :