الأسير القسامي ذو حكم الـ 29 مؤبداً مهند شريم يحصل على شهادة الماجستير من جامعة القدس

 

يخيل للبعض أن السجون ليست سوى محطات استراحة للمحاربين والمقاومين، لكنها في الواقع ساحة نزالٍ جديد، وميدان لا يتسع مداه لإثبات النفس وثبات الروح، وهو ما أثبته الأسير القسامي مهند طلال شريم، بعد نيله لشهادة الماجستير من جامعة القدس منذ أيامٍ قليلة، وهو الأسير الذي لم يرَ فجر الحرية منذ عشرين عاماً.

ولد الأسير القسامي مهند منصور شريم عام 1975، في مدينة طولكرم، ومن هناك نشأ ملتزماً خلوقاً تعرفه المساجد وتذكره مصاحفها، حيث حصل على المرتبة الأولى في القراءات الأربعة للقرآن الكريم، ثم التحق بركب الحركة الطلابية الإسلامية في المدارس التي التحق بها، حتى غدا مثالاً للملتزم الخلوق، الطالب النجيب.

درس الثانوية العامة في مدرسة الفاضلية في مدينة طولكرم ، و بعد حصوله عام 1993م على معدّل أهّله للالتحاق بالجامعة تابع تحصيله العلمي في جامعة النجاح الوطنية بنابلس عام 1994م ، و بسبب الاعتقالات المتكررة و التوقيفات الكثيرة من قبل الجيش الصهيوني بدعوى الانتماء إلى الكتلة الإسلامية لم يستطع المتابعة وتوجّه لدراسة أفضل العلوم و أرفعها، دراسة الشريعة الإسلامية في جامعة القدس.

بعد التحاقه بجامعة القدس، وتزامناً مع نشاطه في صفوف الكتلة الإسلامية بها، غدا متحدثاً في جميع ميادين النزال، من جنازة أو مهرجان أو تشييع جثمان شهيد،  وصولاً لمشاركته في كتائب الشهيد عز الدين القسام، حتى تم اعتقاله في السنة الرابعة من دراسته.

ففي عام 2002، بدايات مايو أيار، اقتحمت الآليات الصهيونية مدينة طولكرم، وقامت باعتقاله رغم تخفيه وتنكره وحصوله على هويةٍ مزورة تنفي شخصيته الحقيقية، لكن تأكيدات العملاء دفعت الاحتلال لاعتقاله ومن ثم مداهمة منزله، لتخرج حزاماً ناسفاً خبّئ في الحديقة و سلاحاً رشاشاً كان يستخدمه المجاهد مهند لاصطياد جنودهم حسب ادعائهم .

بعد اعتقاله بثلاثة شهور وقبل الحكم عليه تم هدم منزله، وأثناء محاكمته تم اتهامه بالمساعدة والتخطيط في تنفيذ العملية الاستشهادية في قلب ناتانيا و التي حكِم إثرها بـ 29 مؤبداً و 20 سنة إضافية .

خلال حياة السجن تنقل مهند بين مختلف معتقلات الاحتلال، وشارك في جميع إضرابات الأسرى دون استثناء، وكان له دورٌ بارز في خدمة إخوانه الأسرى، كما عُرف عنه صوته الشجي في قراءة القرآن الكريم.

اليوم وبعد 20 عاماً، من أصل 29 مؤبداً وعشريناً أخرى، يحصل مهند على شهادة الماجستير من جامعة القدس، في تخصص الدراسات الإقليمية، مسار الدراسات الاسرائيلية، وبتقدير جيدٍ جداً، ليثبت للجميع أن الأسرى لا تتوقف إنجازاتهم وعطاءتم، لا تحجب شمسهم جدران، ولا تغتال طموحاتهم عتمة، وما دام فيهم نفسٌ فهم أبطال الميدان ورجاله في كل ساح.

 

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :