ضياء الطويل..بصمة بيرزيت الأولى في ركب الاستشهاديين العشرة

( أنا ثاني عشرة استشهاديين، أعدتهم كتائب الشهيد عز الدين القسام، ليجعلوا من أجسامهم وعظامهم، شظايا تذيق الموت للمحتلين الصهاينة المغتصبين).. بهذه الكلمات ودع ضياء الطويل أهله وأحبائه، والتحق بركب الاستشهاديين العشرة الذين أعدتهم المقاومة رداً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

ضياء حسين الطويل، شابٌ عرف الانتماء والوطنية والالتزام منذ نعومة أظفاره، ولد في مدينة البيرة عام 1981، وأنهى تعليمه الثانوي عام 1999، بمعدل 87.7%، وهو ما أهله للالتحاق بجامعة بيرزيت، أبرز معاقل المقاومة في فلسطين.

الميول الإسلامية والرغبة في المقاومة لم تكن وليدة اللحظة الأخيرة عند ضياء، بل إنها بدأت من أسرته الملتزمة وازدادت وتيرتها مع انتهاء دراسته الثانوية والتحاقه بجامعة بيرزيت، وتعرفه على الكتلة الإسلامية في الجامعة عن كثب، ليصبح أحد أبرز نشطائها.

في البداية قرر ضياء الالتحاق بتخصص الشريعة الإسلامية في إحدى جامعات الوطن، لكنه غير رأيه لاحقاُ وتخصص في فرع الهندسة الكهربائية بجامعة بيرزيت، مقتدياً بالمهندس الأولى يحيى عياش.

إثر اندلاع انتفاضة الأقصى تصدرت كتلة الوفاء الإسلامية مشاهد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال وكان لضياء دورٌ فاعل في هذا الميدان، حيث أصيب مرات عدة بالعيارات النارية المطاطية، ورغم ذلك فقد عاد لميدان المقاومة مرةً تلو الأخرى.

عُرف ضياء بمشاركته الفاعلة أيضاً في نشاطات الكتلة الإسلامية في الجامعة، وكان وجوده في فعالياتها اليومية وخدمته لإخوانه الطلبة جزءاً لا يتجزأ من حياته الأكاديمية، لذا فإن رحيل ضياء ترك فراغاً كبيراً لمسه الطلبة منذ الوهلة الأولى، إثر إعلان اسم ضياء بطلاً لعملية التلة الفرنسية،  التي وقعت يوم الثلاثاء الموافق 27/3/2001 ، حيث ارتدى  فيها ضياء حزاما ناسفاً، وفجر نفسه بجوار حافلة للمستوطنين، مما أسفر عن استشهاده ومقتل مستوطنين وإصابة عشرات بجروح مختلفة وصفت بعضها بالحرجة.

 فور الإعلان عن اسم الشهيد، دعت الكتلة الإسلامية الطلبة إلى التجمهر وتلاوة القرآن الكريم على روحه الطاهرة، وعلقت الدراسة لمدة 3 أيام،  ثم قام شاب من الكتلة الإسلامية، برفع الآذان للصلاة، من نفس المكان الذي كان يؤذن فيه الشهيد ضياء، إذ حرص ضياء، على اكتساب أجر الآذان وقتما حين موعد الصلاة، وهو في الجامعة، ولهذا، اعتبر بحق، مؤذن الكتلة الإسلامية، التي ثبتت الآذان في الجامعة في كل صلاة، كعرف متفق عليه.

في ختام المسيرة الجماهيرية الطلابية، ألقى ممثل الكتلة الإسلامية الطلابية، كلمة مؤثرة ومعبرة، في التجمع الحاشد، بدأها متسائلاً بقوله:(أي موقف صعب وضعتني فيه يا ضياء، فأنا لا أستطيع أن أقف مثل هذا الموقف لأرثيك، ولكن عزاؤنا الوحيد، أنك الآن أصبحت مع الشهداء الخالدين، و توصل سلامنا إلى الشهيد القائد يحيي عياش، وعبد المنعم أبو حميد، وخليل الشريف، وتقول لهم وتبلغهم بأننا بقينا على عهدنا لكم، ولم نحنث بالعهد وسنظل على العهد ما حيينا).
 .

كلمات مفتاحية :
مشاركة عبر :